هبة الله بن عبد الله بن سي الكُلّ العُذري الشَّيْخ بهاء الدّين القفطي أَبُو الْقَاسِم نزيل أَسنا اشْتغل أَولا بِالْعبَادَة ثمَّ جَاءَ إِلَى قُوص فَاجْتمع بالشيخ مجد الدّين عَليّ بن وهب القُشيري وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وَقَرَأَ الأصولين على شمس الدّين مُحَمَّد الإصبهاني بقوص وَقَرَأَ على الشريف قَاضِي الْعَسْكَر وَقَرَأَ الفرائضَ والجبرَ والمقابلةَ على ابْن مَنيع النُّميري وَقَرَأَ أَشْيَاء من النَّحْو عَليّ بن أبي الْفضل المُرسي وَسمع من شَيْخه الْقشيرِي والعلامة أبي الْحسن عَليّ بن هبة الله بن سَلامَة وَحدث بسيرة ابْن فَارس عَن الْفَقِيه أبي مَرْوَان مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْملك اللَّخْمِيّ وَسمع مِنْهُ أَبُو بكرٍ محمدُ بن عبد الْبَاقِي وَطَلْحَة)
بن مُحَمَّد الْقشيرِي وَغَيرهم قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي وَكَانَ قيِّماً بِالْمَدْرَسَةِ النَّجيبية فبرع فِي الْعلم وَكَانَ يعلِّقُ الْقَنَادِيل والطلبةُ تقْرَأ عَلَيْهِ وتمَّت عَلَيْهِ بركَة الشَّيْخ مجد الدّين فتميزَ على أقرانه وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْعلم فِي زَمَانه ودارت عَلَيْهِ الفَتوَى وإفادة الطّلبَة بِتِلْكَ الْبِلَاد وقصده أَصْنَاف الْعباد وَتَوَلَّى أَمَانَة الحكم بقوص مُدَّة وَاتفقَ أَن وُقِف عَلَيْهِ ثَمَانمِائَة دِرْهَم لما عمل حِسَاب الْأَيْتَام وَلم يعرف وَجه المصروف فَبَاتَ على أَنه يَبِيع منزلهُ ويغرَم ثمنه فِي ذَلِك فَقَالَ لَهُ أحد الشُّهُود الَّذين مَعَه النَّقدة الْفُلَانِيَّة فتَذكّرها ثمَّ قصد التنصُّلَ من الْمُبَاشرَة فَاجْتمع بشخصٍ فِي ذَلِك فَقَالَ لَهُ مَتى تنصلتَ مَا تجابُ وَلَكِن اجْتمع بفلان وقُل لَهُ بَلغنِي أنّ القَاضِي يُرِيد يعزلني وأظهِر التألم من ذَلِك وسَله الحَدِيث مَعَه فِي الِاسْتِمْرَار ثمَّ اجْتمع بفلان وعَرِّفه أَيْضا ذَلِك فَفعل فَقَالَ القَاضِي مَا هَذَا الْحِرْص إِلَّا أورثني رِيبَة وعزله وَتوجه إِلَى أسنا حَاكما ومعيداً بِالْمَدْرَسَةِ العِزية بهَا وَتُوفِّي الْمدرس فأضِيف التدريس إِلَيْهِ وَكَانَ التَّشَيُّع بأسنا فاشياً فَمَا زَالَ فِي إخماده وصنف النصائح المفتَرَضة فِي فضائح الرَفَضة وهموا بقتْله فحماه الله مِنْهُم وَلم يزل يجْتَهد فِي إِزَالَة ذَلِك إِلَى أَن رَجَعَ جمعٌ كَبِير عَن التيّع توفّي بأسنا سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَولد سنة سِتّمائَة وَقيل سنة إِحْدَى وَقيل سنة سبع
٣ - (الشِّيرَازِيّ)
هبة الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الشِّيرَازِيّ أَبُو الْفضل قَالَ محبّ الدّين بن النّجار اصطحبَنا فِي الْقَافِلَة من نيسابور إِلَى بَغْدَاد وكنتُ أكتب عَنهُ من شعره وَشعر غَيره فِي الْمنَازل وَكَانَ شَابًّا كيساً حسنَ الْأَخْلَاق ظريفاً توفّي سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة وَمن شعره