للْآخر فَقَالَ لَهُ يَوْمًا أَنا ضَامِن عنْدكُمْ انْكَسَرَ عَليّ مَال إِن كَانَ شَيْء فالسيف وَإِلَّا فَمَا فَائِدَة الْحَبْس وَالله مَا جزائي إِلَّا أَن أسمر على جمل وَيُطَاف بِي فِي بِلَادكُمْ وَيُقَال هَذَا جَزَاء وَأَقل جَزَاء من يَأْمَن إِلَى الْمُلُوك أَو يسمع من أَيْمَانهم ثمَّ إِن الرُّسُل حَضَرُوا يطْلبُونَ من السُّلْطَان تجهيز تمرتاش إِلَى بو سعيد فَقَالَ مَا أسيره وَلَكِن خُذُوا رَأسه فَقَالُوا مَا مَعنا أَمر أَن نَأْخُذهُ إِلَّا حَيا وَأما غير ذَلِك فَلَا فَأمروا أَن يقفوا على قَتله وَأخرج من سجنه وَمَعَهُ أيتمش وقجليس وَغَيرهمَا وخنق جوّا بَاب القرافة فَكَانَ يستغيث وَيَقُول أَيْن أيتمش يَعْنِي الَّذِي حلف لي وأيتمش يختبئ حَيَاء مِنْهُ وَقَالَ مَا عنْدكُمْ سيف تضربونني بِهِ ثمَّ حز رَأسه وجهز إِلَى بو سعيد من جِهَة السُّلْطَان وَلم يتسلمه الرُّسُل وَكتب السُّلْطَان إِلَى بو سعيد يَقُول فقد جهزت إِلَيْك غريمك فَجهز إِلَيّ غريمي قراسنقر فَمَا وصل الرَّأْس حَتَّى مَاتَ قراسنقر حتف أَنفه فَقيل لبو سعيد أَلا تجهز رَأس قراسنقر إِلَيْهِ فَقَالَ لَا إِن الله أَمَاتَهُ بأجله وَلم أَقتلهُ أَنا
وَكَانَت قتلته فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة ودفنت جثته برا بَاب القرافة وَلما وصل إِلَى مصر أَقَامُوا الْأَمِير شرف الدّين حُسَيْن بن جندر من الميمنة إِلَى الميسرة وأجلسوه فِي دَار الْعدْل وشاور السُّلْطَان الْأَمِير سيف الدّين تنكز فِي إِمْسَاكه فَلم يشر بذلك ثمَّ إِنَّه شاوره فِي قَتله فَقَالَ الْمصلحَة استبقاؤه فَلم يرجع إِلَى رَأْيه ثمَّ إِن الدَّهْر ضرب ضرباته وحالت الْأَيَّام والليالي فَظهر فِي بِلَاد التتار إِنْسَان بعد موت بو سعيد وَادّعى أَنه تمرتاش وَقَالَ أَنا كنت عِنْد بكتمر الساقي وبكتمر الساقي جهزني خُفْيَة إِلَى بِلَاد الْبَحْر وَقتل غَيْرِي)
وَاحِد يشبهني وجهز رَأسه إِلَى بو سعيد وَصدق على ذَلِك وَأَقْبل عَلَيْهِ أَوْلَاده ونساءه والتف عَلَيْهِ جمَاعَة كَثِيرَة وحشد عَظِيم وعزم على الدُّخُول إِلَى الشَّام إِلَى أَن كفى الله شَره وَلم يزل أمره يقوى حَتَّى إِن السُّلْطَان كَابر نَفسه وحسه وَقَالَ رُبمَا إِن الْأَمر صَحِيح وَقد يكون مماليكي خانوا فِي أمره ونبش قَبره وأخرجت عِظَامه وأحضر المنجمين وَغَيرهم مِمَّن يضْرب المندل وأحضر سيف تمرتاش وَقَالَ صَاحب هَذَا يعِيش أَو مَاتَ فَقَالُوا لَهُ مَاتَ
وَلم يزل شكه إِلَى أَن مَاتَ هَذَا الدعي وَخلف تمرتاش من الْأَوْلَاد الشَّيْخ حسن ومصر ملك وجمدغان وبير حسن وتودان وشيدون
٣ - (صَاحب ميافارقين)
تمرتاش بن أيلغازي بن أرتق الْأَمِير حسام الدّين التركماني الأرتقي صَاحب ميافارقين ولي الْملك بعد وَالِده وَكَانَت مدَّته نيفاً وَثَلَاثِينَ سنة وَولي بعده نجم الدّين ألبي وَالْملك فِي عقبه إِلَى الْآن وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَكَانَ حسام الدّين تمرتاش الْمَذْكُور صَاحب ماردين وديار بكر وَكَانَ شجاعاً عادلاً جواداً يحب الْعلمَاء
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute