للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المزة وقاضي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن رزين الشَّافِعِي فِي آخَرين وَحدث وتفقه وبرع)

وَأعَاد وَأفْتى وناب فِي الحكم على بَاب الْجَامِع الصَّالِحِي بِظَاهِر الْقَاهِرَة ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الْمُجَاورَة لقبر الْأَمَام الشَّافِعِي بالقرافة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين كَانَ آيَة فِي حفظ الْقُرْآن الْكَرِيم وَفِي الذكاء مشطوراً فِي الْفَتَاوَى وناب عَن قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة فِي تدريس الكاملية مُدَّة غيبته فِي الْحجاز وَجمع مجاميع مفيدة وعَلى ذهنه وفيات وتواريخ وحكايات ونوادر مولده سنة سِتّ وَخمسين وست ماية قلت أجَاز لي بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع ماية

٣ - (تَاج الدّين الدشناوي الشَّافِعِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد)

تَاج الدّين ابْن الشَّيْخ جلال الدّين الدشناوي محتداً القوصي مولداً وداراً ووفاة عَالم فَاضل مُحدث أديب شَاعِر كريم الْأَخْلَاق طيب الْعشْرَة قوي الْجنان فصيح اللِّسَان قَرَأَ القراآت على الشَّيْخ نجم الدّين عبد السَّلَام بن حفاظ وَسمع على الْمُنْذِرِيّ وعَلى الرشيد الْعَطَّار وتقي الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد والحافظ الدمياطي وَغَيرهم وَحدث بقوص ومصر والقاهرة والأسكندرية وَسمع مِنْهُ ابْن سيد النَّاس فتح الدّين وَالشَّيْخ عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور وفخر الدّين عُثْمَان النويري الْمَالِكِي وسراج الدّين عبد اللَّطِيف بن الكويك وَغَيرهم وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ مجد الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد وَعَن وَالِده جلال الدّين الدشناوي وَالشَّيْخ بهاء الدّين هبة الله القفطي ودرس بالفاضلية بِالْقَاهِرَةِ نِيَابَة عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد ودرس بالعزية بِظَاهِر قوص والمدرسة النجمية والمدرسة السِّرَاجِيَّة وَأفْتى وَحدث مولده سنة سِتّ وَأَرْبَعين وست ماية وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسبع ماية قَالَ الْفَاضِل كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي أَنْشدني شَيخنَا تَاج الدّين قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ شمس الدّين التّونسِيّ

(أَصْبِر على حَادِثَة أَقبلت ... فَهِيَ سَوَاء وَالَّتِي ولت)

(وأرهف الْعَزْم فَلَيْسَ الظبي ... تفري وتبري كَالَّتِي كلت)

قَالَ فنظمت هَذِه الأبيات وأنشدتها للشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد فاستحسنها وَهِي

(لَيْت يدا صدت حبيباً أَتَى ... للوصل يشفي غلتي غلت)

(قضيت قدماً مَعَه عيشة ... يَا لَيْت فِيهَا مدتي مدت)

(لَو لم أَرض نَفسِي بصبر غَدا ... سَاعَة صد جنتي جنت)

قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ)

(الشين فِي الشَّيْخ من شرب غَدا كدرا ... فَلم تعفه نفوس الغانيات سدى)

(وَالْيَاء من يأس أَن تصبوا إِلَيْهِ وَقد ... بَدَت لَهَا لحْمَة من شَيْبه وسدى)

(وَالْخَاء من خوف أَن تقضي لَهُ فترى ... مَا أَبيض من شعره فِي جيدها مسدا)

<<  <  ج: ص:  >  >>