للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣ - (ابْن كيغلغ)

إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن كيغلغ قد تقدم ذكر وَالِده فِي الأرباره وَهَذَا إِسْحَاق كَانَ بطرابلس فعاق بهَا أَبَا الطّيب المتنبي لّما قدمهَا من الرملة يُرِيد أنطاكية ليمدحه فَلم يفعل وهجاه ونظم فِيهِ تِلْكَ القصيدة الميمية الَّتِي أَولهَا

(لهوى الْقُلُوب سَرِيَّة لَا تعلم ... عرضا نظرت وخلت أَنِّي أسلم)

يَقُول فِيهَا

(يحمي ابْن كيغلغ الطَّرِيق وعرسه ... مَا بَين فخذيها الطَّرِيق الْأَعْظَم)

(يمشي بأربعةٍ على أعقابه ... تَحت العلوج وَمن وراءٍ يلجم)

(وَإِذا أَشَارَ مُحدثا فكأنّه ... قرد يقهقه أَو عَجُوز تلطم)

مِنْهَا

(أرْسلت تَسْأَلنِي المديح سفاهةً ... صفراء أضيق مِنْك مَاذَا تزْعم)

ثمَّ إِن المتنبي رَاح من عِنْده وبلغه وَفَاته بجبلة فَقَالَ

(قَالُوا لنا مَاتَ إِسْحَاق فَقلت لَهُم ... هَذَا الدَّوَاء الَّذِي يشفي من الْحمق)

وَكَانَ إِسْحَاق هَذَا قد ولاّه المقتدر سَاحل الشَّام وَكَانَ جواداً ممدّحاً شَاعِرًا محسناً توفّي فِي حُدُود الْعشْرين وثلاثمائة وَمن شعره إِسْحَاق بن كيغلغ الْمَذْكُور

(لسكر الْهوى أروى لعظمي ومفصلي ... إِذا سكر الندمان من مُسكر الْخمر)

(وَأحسن من رَجَعَ المثاني وصوتها ... تراجع صَوت الثغر يقرع بالثغر)

قَالَ الباخرزي فِي الدمية وللشيخ وَالِدي مَعْنَاهُ

(وَذَات فَم ضيقا كشقّة فستقٍ ... يزقّ فمي لثماً كشقك فستقا)

قَالَ ولي فِي غزلياتي مَا أحسبني لم أسبق إِلَيْهِ

(واللثم أنشأ بالتقاء شفاهنا ... صَوتا كَمَا دحرجت فِي المَاء الْحَصَا)

قلت وَقد أورد الْبَيْتَيْنِ الرائين ابْن المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء لإسماعيل بن دَاوُد وَالِد حمدون النديم وَهُوَ أعرف بِهَذَا الشَّأْن من الباخرزي

٣ - (أَبُو نصر البُخَارِيّ الصفار)

)

إِسْحَاق بن أَحْمد بن شيت بن نصر بن شيت بن الحكم الصفار أَبُو نصر الأديب البُخَارِيّ كَانَ من أَفْرَاد الزَّمَان فِي علم الْعَرَبيَّة والمعرفة بدقائقها الْخفية وَكَانَ فَقِيها ورد إِلَى بغداذ وروى بهَا وَمَات بعد سنة خمس وَأَرْبَعمِائَة ذكره أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ فِي تَارِيخ مرو وَالْحَاكِم ابْن البيع فِي تَارِيخ نيسابور والخطيب فِي تَارِيخ بغداذ وَله

<<  <  ج: ص:  >  >>