(إِذا لَو جدتهم مثلي سكارى ... بكأس الحبّ قد هجروا الوسادا)
)
(وممّا قرّب اتسهيد مني ... وصدّ النّوم عَن عَيْني وذادا)
(تذكر قَول ذَات الْخَال لما ... انتجعنا عَن بِلَادهمْ بلادا)
(نرَاك سئمتنا ورغبت عنّا ... وقدماً كنت تمنحنا الودادا)
وَهِي أَكثر من هَذَا
٣ - (الْأَمِير أَبُو الْعَبَّاس)
أَحْمد بن الْمُخْتَار بن مُحَمَّد بن عبيد بن جبر بن سُلَيْمَان أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي الْفتُوح ابْن أخي مهذب الدولة الْمَذْكُور آنِفا وَأحمد هَذَا وَأَبوهُ من أُمَرَاء البطيحة كَانَ كثير الشّعْر قدم بغداذ ومدح الْإِمَامَيْنِ المستظهر والمسترشد ومدح المقتفي لأمر الله مَاتَ لَهُ ابْن فَبكى عَلَيْهِ إِلَى أَن ذهبت إِحْدَى عَيْنَيْهِ ثمَّ تلتها الْأُخْرَى فَقَالَ يشكو الزَّمَان
(كَأَنَّمَا آلى على نَفسه ... أَن لَا يرى شملاً لإثنين)
(لم يكفه أَن نَالَ من مهجتي ... حَتَّى أصَاب الْعين بِالْعينِ)
وَقَالَ يمدح المستظهر بِاللَّه
(أللحمامة أم للبرق تكتئب ... لَا بل لكلًّ دعَاك الشوق والطرب)
(إِن أومض الْبَرْق أَو غنّت مطّوقة ... قضيت من حقّ ضيف الحبّ مايجب)
(وَالْحب كالنار تمسي وَهِي سَاكِنة ... حَتَّى تحركها ريح فتلتهب)
وَقَالَ أَيْضا
(دنت دَار الْأَحِبَّة ثمَّ شطّت ... كَذَاك الدَّار تَدْنُو أَو تشطّ)
(فلي فِي الْقرب قسط من سرورٍ ... وَعند الْبعد لي فِي الهمّ قسط)
(وَمَا يَأْتِي على شرح اشتياقي ... حَشا تملي وَلَا كف تخطّ)
وَقَالَ أَيْضا
(وَلَقَد أَقُول لصاحبي قُم فاسقني ... بكر الدّنان وَمَا تغنّى الديك)
(قُم داوني مِنْهَا بهَا إِنِّي امْرُؤ ... نشوان من إدمانها موعوك)
(فَكَأَنَّهَا فِي الكاس لما شجّها ... ذهب بجاحم ناره مسبوك)
(فِي رَوْضَة أنف النَّبَات كَأَنَّهَا ... برد بكفّ العصفريّ محوك)
(جيدت بأنواء النّجوم فَلم تزل ... تبْكي عَلَيْهَا السّحب وَهِي ضحوك)
)
(حَتَّى اغتدت عجبا فكلّ خميلةٍ ... مِنْهَا تزف كَأَنَّهَا درنوك)