وأنشدنا لفنسه أَيْضا
(مَاذَا يُرِيد العذول مني ... صمّت عَن العاذلين أُذُنِي)
(بمهجتي شادنٌ ربيبٌ ... يسبي البرايا بِكُل فنّ)
(رشا كناسٍ قضيب آسٍ ... رياض حسنٍ هِلَال دجن)
(قلبِي مُقيم على هَوَاهُ ... إِن ضجّ أَو لجّ فِي التجني)
(فَحَدثُوا بالدلال عَنهُ ... وَحَدثُوا بالخضوع عني)
وَلما تولى الدعي الْمُسَمّى بِالْفَضْلِ ملك إفريقية كَانَ هَذَا ابْن الإِمَام يمدحه ويهجو من عَادَاهُ وَيُصَرح بذلك فِي تونس فَلَمَّا قتل الدعيّ وَتَوَلَّى أَبُو حَفْص قَتله لما كَانَ بلغه من ذمه وهجوه
٣ - (كَمَال الدّين ابْن الشريشي)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبكْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الشريشي الشَّيْخ كَمَال الدّين أَبُو الْعَبَّاس الشَّافِعِي وَكيل بَيت المَال بِدِمَشْق وَشَيخ دَار الحَدِيث الأشرفية ومدرس الناصرية ترشح لقضاة الْقُضَاة بِالشَّام وَكَانَ ذَا هَيْئَة وَشك وقعدد مولده بسنجار سنة ثَلَاث وَخمسين وست مائَة وَتُوفِّي بدرب الْحجاز بالكرك سنة ثماين عشرَة وَسبع مائَة اشْتهر عَنهُ أَنه كتب إِلَى بدر الدّين مُحَمَّد بن الدقاق صهر الشَّيْخ صدر الدّين وناظر أوقاف حلب أخيراً وَأَخْبرنِي القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله هُوَ بدر الدّين ابْن الْعَطَّار)
(مولَايَ بدر الدّين صل مدنفاً ... صيّره حبك مثل الْخلال)
(لَا تخش من عارٍ إِذا زرتني ... فَمَا يعاب الْبَدْر عِنْد الْكَمَال)
فَلَمَّا بلغا صدر الدّين ابْن الْوَكِيل قَالَ
(يَا بدر لَا تسمع كَلَام الْكَمَال ... فَكل مَا نمّق زورٌ محَال)
(فالنقص يعرو الْبَدْر فِي تمه ... وَرُبمَا يخسف عِنْد الْكَمَال)
وَكتب إِلَى ابْن الرقاقي يستعفيه من وكَالَة بَيت المَال وَقد بلغه أَنه سعى لَهُ فِيهَا
(إِلَى بابك الميمون وجهت آمالي ... وَفِي فضلك الْمَعْهُود قصدي وإقبالي)
(وَأَنت الَّذِي فِي الشَّام مَا زَالَ محسناً ... إليّ وَفِي مصر على كل أحوالي)