أَبَا عبد الله يَقُول دخلت دمشق فَحَضَرت مجْلِس واعظ كَانَ مُعظما فِيهَا فَقَالَ لَيْسَ أحد يَخْلُو من هوى فَقَالَ لَهُ شخص وَلَا رَسُول الله فَقَالَ وَلَا رَسُول الله فأنكرت عَلَيْهِ فَقَالَ قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حبب إِلَيّ من دنياكم ثَلَاث فَقلت هَذَا عَلَيْك لِأَنَّهُ مَا قَالَ أَحْبَبْت ثمَّ فارقته وَرَأَيْت قَائِلا يَقُول لي فِي النّوم أَو قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم قد ضربنا عُنُقه فَخرج من دمشق فَقتل
٣ - (ابْن الفويرة الْحَنَفِيّ)
مُحَمَّد بن يحيى الشَّيْخ الإِمَام الْمُفْتِي بدر الدّين ابْن الفويرة الْحَنَفِيّ كَانَ قد اشْتغل اشتغالاً كثيرا وَهُوَ رَفِيق القَاضِي فَخر الدّين الْمصْرِيّ فِي الِاشْتِغَال تفنن فِي الْعُلُوم وشارك فِي الْفُنُون وَتُوفِّي رَحمَه الله كهلاً سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة حضرت حَلقَة أشغاله بالجامع الْأمَوِي عِنْد شباك الكاملية بِالْحَائِطِ الشمالي وأوردت عَلَيْهِ فِي لَفظه طهُور وَأَن هَذِه الصِّيغَة للْمُبَالَغَة)
فِي تكْرَار الْفِعْل من الْفَاعِل على مَا تقدم من سُؤَالِي نظماً فِي تَرْجَمَة أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف السُّبْكِيّ فأعجبه ذَلِك إعجاباً كثيرا وزهزه لَهُ وَلم تكن إِقَامَة الْوَزْن فِي طباعه رَحمَه الله تَعَالَى فَإِنَّهُ كَانَ ينشد على ماحكاه لي عَنهُ القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن فضل الله معاوي إننا بشر فأسجحي بِإِثْبَات الْيَاء بعد الْحَاء
٣ - (القَاضِي بدر الدّين ابْن فضل الله)
مُحَمَّد بن يحيى بن فضل الله القَاضِي بدر الدّين صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء بِالشَّام يَأْتِي نسبه مُسْتَوفى فِي تَرْجَمَة أَخِيه القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد توجه إِلَى الديار المصرية صُحْبَة وَالِده وَأقَام بهَا وَأدْخلهُ أَخُوهُ القَاضِي عَلَاء الدّين عَليّ إِلَى دَار الْعدْل بعد وَفَاة أَبِيه وَوَقع فِي الدست وَلما توجه أَخُوهُ القَاضِي عَلَاء الدّين إِلَى الكرك صُحْبَة النَّاصِر أَحْمد وتسلطن الصَّالح إِسْمَاعِيل سد الْوَظِيفَة إِلَى أَن عَاد أَخُوهُ ثمَّ إِنَّه جهز إِلَى الشَّام على صحابة ديوَان الْإِنْشَاء فورد إِلَيْهَا فِي أول شهر رَجَب الْفَرد سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكَانَ سَاكِنا عَاقِلا وادعاً كثير الإطراق والصمت وأحبه النَّاس وخضع لَهُ الْأُمَرَاء والأكابر وَعمر دوراً متلاصقة عِنْد قناة صَالح جوا بَاب توما وَأَنْشَأَ إِلَى جَانبهَا حَماما يتَّصل بِبَعْض مَا هُوَ ساكنه فَمَا متع بذلك وَلَا دَخلهَا غير مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاث وَتُوفِّي بعد مرض حاد سادس عشْرين شهر رَجَب الْفَرد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكَانَت لَهُ جَنَازَة عَظِيمَة وَصلى عَلَيْهِ نَائِب الشَّام والأمراء والقضاة وَالْعُلَمَاء وَغَيرهم وَدفن فِي تربة وَالِده بجبل الصالحية ومولده سنة عشر وَسبع مائَة وَهُوَ شَقِيق أَخِيه القَاضِي شهَاب الدّين وَخلف نعْمَة طائلة وأملاكاً كَثِيرَة وكتبت إِلَى أَخِيه القَاضِي عَلَاء الدّين أعزيه على لِسَان الْأَمِير عز الدّين طقطاي الدوادار كتابا من رَأس الْقَلَم يَوْم وَفَاته والبريد وَاقِف