حكى لي القَاضِي ضِيَاء الدّين ابْن خطيب بَيت الْآبَار قبل إمْسَاك الأكوز بأَرْبعَة أشهر أَو مَا يقاربها أَن بعض الْمَشَايِخ حَدثهُ أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم وَهُوَ جَالس فِي صدر الإيوان وَالسُّلْطَان أَمَامه وَاقِفًا على رَأس الدرج وَهُوَ يُنكر عَلَيْهِ وَيَقُول لَهُ مَا هَؤُلَاءِ الظلمَة الَّذين أقمتهم فَقَالَ يَا رَسُول الله من هم ثمَّ توجه وَغَابَ قَلِيلا وأتى بالأكوز فَقَالَ)
اذبحه فاتكاه وَأخذ يذبحه فَقَالَ لَهُ خله الْآن فَمَا كَانَ بعد أَرْبَعَة أشهر حَتَّى غضب عَلَيْهِ وَجرى مَا جرى
(أكيدر صَاحب دومة الجندل)
أكيدر بن عبد الْملك الْكِنْدِيّ صَاحب دومة الجندل أُتِي بِهِ إِلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام تَبُوك فَأسلم وَقيل بَقِي على نصرانيته وَصَالَحَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويحنه بن رؤبة على دومة وتبوك وأيلة وَقيل أسلم ثمَّ ارْتَدَّ إِلَى النَّصْرَانِيَّة لما قبض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَخرج من دومة الجندل فلحق بِالْحيرَةِ وابتنى بهَا بِنَاء سَمَّاهُ دومة بدومة الجندل فَكتب أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ إِلَى خَالِد بن الْوَلِيد وَهُوَ بِعَين التَّمْر يَأْمُرهُ أَن يسير إِلَى أكيدر فَسَار إِلَيْهِ فَقتله وَفتح دومة ثمَّ مضى إِلَى الشَّام ذكر ذَلِك ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق