الْإِسْلَام فَولدت لَهُ ولدا فحنكه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فسمّاه عبد الله وَكَانَ يعدّ من خِيَار الْمُسلمين وَكَانَ أَبُو طَلْحَة يسوّر نَفسه بَين يدين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيَقُول يَا رَسُول الله إِنِّي قويّ جَلْد فوجّهني فِي حوائجك وابعثني حَيْثُ شِئْت ولمّا كَانَ يَوْم أُحد انهزم نَاس عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو طَلْحَة بَين يَدَيْهِ مجوباً عَلَيْهِ بحجفة لَهُ وَكَانَ رجلا رامياً شَدِيد النزع كسر يومئذٍ قوسين أَو ثَلَاثًا وَكَانَ الرجل يمّر مَعَه الجعبة من النبل فَيَقُول انثرها لأبي طَلْحَة وَكَانَ يجثو بَين يدَي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْحَرْب فَيَقُول نَفسِي لنَفسك الْفِدَاء ووجهي لوجهك الوقاء ثمّ ينثر كِنَانَته بَين يَدَيْهِ وَكَانَ أَبُو طَلْحَة صيّتاً وَإِن كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليَأْخُذ الْعود من الأَرْض فيقو إرْم يَا طَلْحَة فَيَرْمِي بِهِ سَهْما جيّداً وَكَانَ الرماةُ من الصَّحَابَة سعد بن أبي وقّاص والسائب بن عُثْمَان بن مَظْعُون والمقداد بن عَمْرو وَزيد بن حَارِثَة وحاطب بن أبي بلتعة وعُتْبة بن غَزوَان وخراش بن الصمّة وَقُطْبَة بن عَامر بن حَدِيدَة وَبشر بن الْبَراء بن معْرور وَأَبُو نائلة سُلْطَان بن سَلامَة وَأَبُو طَلْحَة وَعَاصِم بن ثَابت بن أبي الأقلح وَقَتَادَة بن النُّعْمَان قَالَ أَبُو زرْعَة وعاش أَبُو طَلْحَة بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرْبَعِينَ سنة يسْرد الصَّوْم وتوفّي بالشأن وَهُوَ ابْن سبعين سنة وتوفّي سنة اثْنَتَيْنِ أَو أَربع وَثَلَاثِينَ وروى لَهُ الْجَمَاعَة
٣ - (الْعَبْدي)
زيد بن صُوحان أَبُو عَائِشَة وَقيل أَبُو سُلَيْمَان وَقيل أَبُو مُسلم وَقيل أَبُو عبد الله الْعَبْدي أَخُو صعصة وسيحان ابْني صوحان لَهُ وفادة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَن عمر وَأبي وسلمان وروى عَنهُ أَبُو وَائِل وَغَيره وَنزل الْكُوفَة وَقدم الْمَدَائِن وَكَانَ من جملَة من سيرة عُثْمَان من أهل الْكُوفَة إِلَى دمشق وشهدنم الْجمل مَعَ عَليّ أَمِيرا على عبد الْقَيْس وقُتل يومئذٍ سنة ستّ وَثَلَاثِينَ وَقَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَة الأولى من أهل الْكُوفَة زيد بن صوحان وَكَانَ قَلِيل الحَدِيث وَعَن عَليّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم من سرّه أَن ينظر إِلَى رجل يسْبقهُ بعض أَعْضَائِهِ إِلَى الْجنَّة فَلْينْظر إِلَى زيد بن صوحان فقُطعت يَده الْيُسْرَى بنهاوند ثمَّ عَاشَ بعد ذَلِك عشْرين سنة وَقَالَ قبل أَن يقتل إنّي رأيتُ يدا خرجت من الْمسَاء)
تُشِير إليّ أنْ تَعال وَأَنا لَاحق بهَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فادفنوني فِي دمي فإنّي مخاصم الْقَوْم وَكَانَ زيد بن صوحان يقوم اللَّيْل ويصوم النَّهَار وَإِذا كَانَت لَيْلَة الْجُمُعَة أَحْيَاهَا وَعمد إِلَى رجال من الْبَصْرَة قد تفرّغوا لِلْعِبَادَةِ وَلَيْسَت لَهُم تِجَارَات وَلَا غلاّت فَبنى لَهُم دَارا وأسكنهم إِيَّاهَا ثمَّ أوصى بهم من أَهله من يقوم فِي حَاجتهم ويتعاهدهم فِي مطعمهم وَمَشْرَبهمْ وَمَا يصلحهم وَقَالَ وَهُوَ يتشحّطهم فِي دَمه ادفنوني فِي ثِيَابِي فإنّي مُلاقٍ عُثْمَان بالجادَّة فيا ليتنا إِذْ ظُلِمنْا صَبرنَا وَقيل لعَائِشَة أُصيب زيد بن صُوحان فاسترجعت وَقَالَت يرحمه الله