وَمِنْه
(قَامَت تهز قوامها يَوْم القنا ... فتساقطت خجلاً غصون البان)
(وبكت فجاوبها البكا من مقلتي ... فتمثل الْإِنْسَان فِي إنساني)
مِنْهَا
(فأحبكم وَأحب حبي فِيكُم ... وَأجل قدركم على إنساني)
(وَإِذا نظرتكم بِعَين خيانةٍ ... قَامَ الغرام بشافعٍ عُرْيَان)
(إِن لم يخلصني الغرام بجاهه ... سأموت تَحت عُقُوبَة الهجران)
مِنْهَا
(أَصبَحت تخرجني بِغَيْر جنايةٍ ... من دَار إعزازٍ لدار هوان)
)
(كَدم الفصاد يراق ارذل موضعٍ ... أدباً وَيخرج من أعز مَكَان)
قلت شعر جيد وَكَذَا وجدته أَعنِي قَوْله إِن لم يخلصني الغرام بجاهه وَصَوَابه إِن لم يخلصني الْوِصَال بجاهه وَلَعَلَّ الشَّاعِر كَذَا قَالَه
٣ - (أَبُو مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ)
الْقَاسِم بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ كَانَ متوقد الخاطر ذكي الذِّهْن برع فِي علم الْأَدَب وجود النَّحْو قَالَ ياقوت سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي اللَّيْلَة التَّاسِعَة من شعْبَان سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة وأنشدني لنَفسِهِ فِي دَاره بخوارزم سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة
(يَا زمرة الشُّعَرَاء دَعْوَة ناصحٍ ... لَا تأملوا عِنْد الْكِرَام سماحا)
(إِن المرام بأسرهم قد أغلقوا ... بَاب السماح وضيعوا المفتاحا)
قلت لَو كَانَ لي فيهمَا حكم لَقلت لَا تأملوا عِنْد الْأَنَام سماحا وَهُوَ أصح معنى وأعم وَأحسن وَإِلَّا فقد سماهم كراماً ثمَّ يَنْفِي عَنْهُم السماح هَذَا تنَاقض
قَالَ ياقوت وأنشدني لنَفسِهِ
(أيا سائلي عَن كنه علياه إِنَّه ... لأعطي مَا لم يُعْطه الثَّقَلَان)
(فَمن يره فِي منزلٍ فَكَأَنَّمَا ... رأى كل إنسانٍ وكل مَكَان)