المنوفي الْمَالِكِي عبد الله بن المنوفي الْمَالِكِي الْعَالم الصَّالح أَخْبرنِي من لَفظه الْعَلامَة قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ الشَّافِعِي قَالَ إجتمع بِهِ الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي زَائِرًا وَحمل إِلَيْهِ سبعين ألف دِرْهَم فَامْتنعَ من قبُولهَا وَقَالَ لَهُ مَالِي بهَا حَاجَة فَقَالَ لَهُ ففرقها على من تخْتَار فَقَالَ نعم حَتَّى أنظر فِي ذَلِك إِلى غَد فَلَمَّا أصبح ردهَا وَقَالَ مَا أعرف أحدا فَأَخَذُوهَا مِنْهُ وَقَالَ أَيْضا أَنه جَاءَ فِي بعض الْأَيَّام إِلى شواء عِنْده رَأس غنمٍ قد شواه فَقَالَ لَهُ بكم هَذَا فَقَالَ بِخَمْسَة وَعشْرين درهما فَقَالَ هَات الْمِيزَان وَوزن لَهُ الثّمن وَطلب حمالاً فَحمل لَهُ ذَلِك الرَّأْس وَتوجه بِهِ إِلى كيمان البرقية ودعا الْكلاب وجعلهم من ذَلِك الرَّأْس إِلى أَن فرغ فَغسل يَده وَدفع إِلى الْحمال أجرته فراح الْحمال إِلى الشواء وَقَالَ لَهُ هَذَا الَّذِي أشترى مِنْك هَذَا الرَّأْس مجنونٌ لِأَنَّهُ توجه بِهِ وأطعمه الْكلاب فَقَالَ لَهُ الشواء وَلَا الله إِلَّا هَذَا رجلٌ صَالح لِأَنَّهُ لم يكن عِنْدِي غَيره وَلما أَصبَحت الْيَوْم وجدته مَيتا وَأَنا لَا أملك غَيره فشويته على أَنِّي أبيعه فجَاء وَفعل مَا رَأَيْت فأطعمه الْكلاب حَتَّى لَا يَأْكُل النَّاس مِنْهُ وَكَانَ رَضِي الله عَنهُ من الْعلمَاء المجيدين فِي مَذْهَب الإِمَام مَالك يقري النَّاس وَتُوفِّي فِي سَابِع شهر رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة
القاق عبد الله القاق هُوَ أَبُو سَالم ابْن الدويدة وَكَانَ لَهُ أَخَوان عَليّ وَمُحَمّد وَأَبُو سَالم هَذَا هُوَ الْقَائِل فِي أبي صَالح حَيْثُ أعْطى ابْن حيوس وَحرم الشُّعَرَاء أبياته السائرة وَهِي من الطَّوِيل)
(على بابك الميمون مِنا عصابةٌ ... مَفاليسُ فانظُر فِي أُمور المفاليس)
(وَقد قنعت منا الْعِصَابَة كلهَا ... بعُشرِ الَّذِي أَعْطيته لِابْنِ حَيوس)
(وَمَا بَيْننَا هَذَا التَّفَاوُت كُله ... وَلَكِن سعيدٌ لَا يُقَاس بمنحوس)
(الْجُزْء الثَّامِن عشر)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute