فِي مُعْجم شُيُوخه وَقَالَ كَانَ يحضر مَعنا الدَّرْس عِنْد الكيا كل يَوْم وروى عَنهُ ابْن الكليب بِالْإِجَازَةِ توفّي سنة سبع وَخمْس مائَة وَولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبع مائَة
٣ - (بدر الدّين ابْن مكي)
مُحَمَّد بن مكي بن أبي الْغَنَائِم القَاضِي بدر الدّين وَكيل بَيت المَال بطرابلس وَكَاتب الْإِنْشَاء بهَا)
لَهُ النّظم الْحسن ونثره وسط وَيعرف فقهاً جيدا وَيكْتب خطا مليحاً أَخْبرنِي عَنهُ القَاضِي شرف الدّين مُحَمَّد النهاوندي بصفد قَالَ قَالَ لي بدر الدّين مُحَمَّد بن مكي بطرابلس فتحت بِدِمَشْق دكان كتبي فَكنت أتجر فِيهَا يَعْنِي فِي المجلدات وأتبلغ من المكسب وأدخر من المجلدات مَا أحتاج إِلَيْهِ إِلَى أَن حصلت من ذَلِك مَا أردْت من الْكتب وَفضل لي رَأس المَال والقوت تِلْكَ الْمدَّة أَو كَمَا قَالَ وَأما أَنا فَلم يتَّفق لي لقاؤه وَحضر إِلَى دمشق وَأَنا بهَا وَمَا اجْتمعت بِهِ وكتبت لَهُ استدعاء قرين قصيدة أَولهَا
(أنفحة رَوْضَة أم عرف مسك ... يضوع أم الثَّنَاء على ابْن مكي)
(إِمَام فِي الْفَتَاوَى لَا يجاري ... وفرد فِي الْبَيَان بِغَيْر شكّ)
(إِذا مَا خطّ سطراً خلت روضاً ... تَبَسم من غمام بَات يبكي)
(ويحكي نثره درا فَأَما ... إِذا حققت مَا يحْتَاج يَحْكِي)
(لَهُ نظم يروق ألذ وَقعا ... على الأسماع من أوتار جنك)
(كَأَن كَلَامه نفثات سحر ... يغازلني بهَا ألحاظ تركي)
(وآنق فِي النواظر من رياض ... نواضر بل جَوَاهِر ذَات سلك)
وَأما الاستدعاء فَكَانَ يشْتَمل على نثر فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ عَاد إِلَيّ جَوَابه بعد مديدة يخبر فِيهِ بوصوله وَأَنه عقيب ذَلِك توجه إِلَى اللاذقية فِيمَا يتَعَلَّق بأشغال الدولة وَأَنه عقيب ذَلِك يُجهز الْجَواب ثمَّ إِنَّه مرض عقيب ذَلِك وَجَاء الْخَبَر إِلَى دمشق بوفاته فِي أَوَاخِر شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسبع مائَة رَحمَه الله قَالَ رَحمَه الله كنت أَنا وشمس الدّين الطَّيِّبِيّ نمشي فِي وَحل
فَقلت الْمَشْي خلف الدَّوَابّ صَعب فَقَالَ فِي الوحل وَالْمَاء وَالْحِجَارَة فَقلت