وَقيل إِنَّه أول مَا وَقعت عين المعتضد عَلَيْهَا أماطت نقابها فَقَالَ لَهَا لي شَيْء فعلت هَذَا قَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لِأَن وَجْهي إِن كَانَ حسنا كنت أول من رَآهُ وَإِن كَانَ قبيحاً كنت أولى من واراه فأعجبه ذَلِك مِنْهَا
وَلما حملت قطر الندى وَخرجت من مصر خرجت مَعهَا عَمَّتهَا العباسة بنت أَحْمد بن طولون مشيعة لَهَا إِلَى آخر أَعمال مصر من جِهَة الشَّام وَنزلت هُنَاكَ وَضربت فساطيطها هُنَاكَ وَبنت هُنَاكَ قَرْيَة فسميت باسمها وَقيل لَهَا العباسة وَهِي إِلَى الْآن ورايتها وَهِي بَلْدَة عامرة مليحة لَهَا جَامع حسن وسوق قَائِم وغالب الْحِنَّاء الَّذِي يجلب إِلَى الشَّام مِنْهَا
وَقَالَ لَهَا المعتضد يَوْمًا بِمَ تشكرين الله غذ جعل زَوجك أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَت بِمَا يشْكر بِهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ ربه غذ جعل أَحْمد بن طولون من رَعيته
وَقَالَ الصولي كَانَ فِي جهازها ألف تكة مجوهرة وَعشر صناديق جَوَاهِر وَقوم مَا كَانَ مَعهَا)
فَكَانَ ألف ألف دِينَار وَعشْرين ألف ألف دِرْهَم وَأعْطى أَبوهَا لِابْنِ الْجَصَّاص مائَة ألف دِينَار وَقَالَ اشْتَرِ لَهَا من تحف الْعرَاق مَا تحْتَاج إِلَيْهِ وَقَالَ ابْن الرُّومِي فِي دُخُول المعتضد على قطر الندى ك)
(يَا سيد الْعَرَب الَّذِي وَردت لَهُ ... بِالْيمن والبركات سيدة الْعَجم)
(فاسعد بهَا كسعودها بك إِنَّهَا ... ظَفرت بِمَا فَوق المطالب والهمم)
(شمس الضُّحَى زفت إِلَى بدر الدجى ... فتكشفت بهما عَن الدُّنْيَا الظُّلم)
(ظَفرت بمالئ ناظريها بهجةً ... وضميرها نبْلًا وكفيها كرم)
قَالَ سبط الْجَوْزِيّ فِي الْمرْآة بَعْدَمَا أوردت هَذِه الأبيات فِي قَوْله شمس الضُّحَى زفت إِلَى بدر الدجى لِأَن أَرْبَاب الْهَيْئَة يَقُولُونَ إِن الشَّمْس ذكر وَالْقَمَر أُنْثَى قلت الشّعْر للْعَرَب وَكَلَام الْعَرَب يدل على أَن الشَّمْس مُؤَنّثَة قَالَ الله تَعَالَى فَلَمَّا رأى الشَّمْس بازغة
ابْن قطرال عَليّ بن عبد الله
قطرب النَّحْوِيّ صَاحب التصانيف اسْمه مُحَمَّد بن المستنير
القطرسي نَفِيس الدّين أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ