للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة أَربع وَثَلَاثِينَ ألم المفاصل فاستناب من يكْتب عَنهُ وَحضر يَوْم بيعَة المستعصم فِي محفة وَأقر على الوزارة إِلَى أَن مَاتَ وشيعه عَامَّة الدولة وَولي بعده الْوَزير المشؤوم الطلعة ابْن العلقمي

٣ - (سيف الدّين السامرّي)

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن جَعْفَر الصَّدْر الأديب الرئيس سيف الدّين السامريبفتح الْمِيم وَتَشْديد الرَّاء نِسْبَة إِلَى سرّ من رأى نزيل دمشق شيخ متميز مُتَمَوّل ظريف حُلْو المجالسة مطبوع النادرة جيد الشّعْر طَوِيل الباع فِي الهجو كَانَ من سروات النَّاس ببغداذ قدم الشَّام بأمواله وحظي عِنْد الْملك النَّاصِر صَاحب الشَّام وامتدحه وَعمل تِلْكَ الأرجوزة الْمَشْهُور بالسامريّة الَّتِي أَولهَا

(يَا سائق العيس إِلَى الشآم ... مدَّرعاً مطارف الظلام)

)

حطَّ فِيهَا على الْكتاب وأغرى النَّاصِر بمصادرتهم وَكَانَ مزّاحاً كثير الْهزْل لَا يكَاد يحمل مَعَ أَن الصاحب بهاء الدّين ابْن حنّي صادره وَأخذ مِنْهُ نَحْو ثَلَاثِينَ ألف دِينَار عِنْدَمَا قدم أَخُوهُ نور الدّين الدولة السامري من الْيمن ونكب فِي دولة الْمَنْصُور وَطَلَبه الشجاعي إِلَى مصر وَأخذت مِنْهُ حزرما وَغَيرهمَا وَتَمام مِائَتي ألف دِرْهَم وَكَانَ يسكن دَار المليحة الَّتِي وَقفهَا رِبَاطًا ومسجداً ووقف عَلَيْهَا بَاقِي أملاكه وروى عَنهُ الدمياطي فِي مُعْجَمه وَذكر أنّه يعرف بالمقرىء وَمَات سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَدفن فِي إيوَان دَاره

وَمن شعره

(من سرَّ من رَاء وَمن أَهلهَا ... عِنْد الطيف الراحم الْبَارِي)

(وَأي شَيْء أَنا حَتَّى إِذا ... أذنبت لَا تغْفر أوزاري)

(ياربَّ مَالِي غير سبّ الورى ... أَرْجُو بِهِ الْفَوْز من النَّار)

كَانَ قد سَافر مرّة مَعَ وجيه الدّين ابْن سُوَيْد إِلَى الْموصل فَحَضَرَ المكّاسة فعفُّوا عَن جمال الْوَجِيه ومكّسوا جمال السّامري وأجحفوا بِهِ فَقَالَ

(صَحِبت وجيه الدّين فِي الدَّهْر مرّةً ... ليحمل أثقالي ويخفر أجمالي)

(فوزَّنني عَن كلّ حقٍ وباطلٍ ... وَعَن فرسي والبغل والجمل الْخَالِي)

فَبلغ ذَلِك صَاحب الْموصل فَأطلق القفل بأجمعه

وَقَالَ يشْكر الْأَمِير سيف الدّين طوغان وأستدمر واليي الْبَرِيد بِدِمَشْق ويشكو نائبيهما همّام وَالْعلم سنجر

(اسْم الْولَايَة للأمير وَمَا لَهُ ... فِيهَا سوى الأوزار والآثام)

(وَجِنَايَة الْقَتْلَى وكل جِنَايَة ... تجبى بأجمعها إِلَى همّام)

(سُفْيَان قد وليا فَكل مِنْهُمَا ... فِي حفظ مَا وليه كالضرغام)

<<  <  ج: ص:  >  >>