سنةَ ثلاثٍ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
٣ - (الصاحب صفي الدّين)
نصر الله بن مُحَمَّد بن نصر الله صفّي الدّين أَخُو الْوَزير عَلَاء الدّين ابْن نصر الله وتقدّم ذكر أَخِيه عَليّ بن مُحَمَّد بن نصر الله فِي مَكَانَهُ وَولي الصاحبُ صفّي الدّين هَذَا بعد أَخِيه وِزارةَ حماة للمنصور سنةَ أَربع وَسبعين وسِتمِائَة وَسَار على سيرة أَخِيه ومنواله وَلم يزَل إِلَى أَن توفّي رحمهُ الله سنة ثلاثٍ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بحماة فِي شهر رَجَب
٣ - (ابْن الْقَابِض وَزِير صَلَاح الدّين)
الصفيّ نصر الله بن الْقَابِض كَانَ قد خدمَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين لمّا كَانَ فِي شِحنكيَّة بَغْدَاد وأمدّه بِالْمَالِ فَرَأى لَهُ ذَلِك فلمّا ملك استوزره وَكَانَ شجاعاً ثِقَة أَمينا ولمّا نزل الفرنج داريَّا وَالسُّلْطَان فِي الشرق جمع من أهل دمشق سواداً عَظِيما وَخرج إِلَى ظَاهر الْبَلَد فَرَآهُمْ الفرنج فظَنوهم عسكراً فرحلوا وَكَانَ كثير الْمَعْرُوف وَكتب أملاكَه لمماليكه لِأَنَّهُ لم يكن لَهُ وَلَدٌ وَبنى بالعُقَيبة مَسْجِدا وَدفن بِهِ ويُعرف الْآن بِمَسْجِد الصفّي وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
٣ - (مُعين الدّين الهِيتي الشَّافِعِي)
نصر الله بن نصر الله بن نصر الله بن سَلامَة بن سَالم أَبُو الْفَتْح الهيتي مُعين الدّين بن أبي الْمَعَالِي الشَّافِعِي الشَّاعِر مدح الْمُلُوك والوزراء وَتُوفِّي سِتَّة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة قدِم الْإسْكَنْدَريَّة ومدح رؤساءها وأكابرها ومدح ابْن البوري الْآتِي ذِكره بقصيدة أَولهَا
(أَتَرَى الحبيبَ لطول مُدة بُعده ... يدْرِي بِمَا لاقيتُه من بَعدِهِ)
)
(فَلَقَد كسا جِسمي الضَنى لفراقه ... وأذاقَني فِيهِ مَرارةَ صَدِّهِ)
(قد خَدَّدتْ خّدِّي الدموعُ وطالما ... ألصقتُهُ عِنْد الوَداع لخده)
(وجَنَيتُ والواشي بذلك شاهدٌ ... من رِيقه المعسول رائقَ شَهده)
(مَا كَانَ أطيبَ عَصر أيّام الصِّبى ... فِي سَبَط رَيعان الشَّبَاب وجَعده)
(منٌ خلعتُ بِهِ العذار ورحُتُ فِي ... حُبّ العذار أجرّ فَاضل بُرده)
(وشربتُ من كأسَي غناهُ وفقرِه ... وشربت فِي هَزل الغرام وجدِّه)
(والآن مَالِي رَغبةٌ فِي حُبّ زِيّ ... نبَ وَلَا لي مَطمعٌ فِي هنده)