وَالتّرْك يَزْعمُونَ أَنه ولد الشَّمْس لأنّ لَهُم فِي صحاريهم أَمَاكِن فِيهَا غابٌ فَمن أَرَادَ من نِسَائِهِم إِعْتَاق فرجهَا تروح إِلَى ذَلِك الغاب وتعذّب فِيهِ وَذَلِكَ الغاب لَا يقربهُ أحد من ذكرانهم وَأَن أمه أعتقت فرجهَا وراحت إِلَى ذَلِك الغاب وَغَابَتْ فِيهِ مُدَّة وأتتهم بِهِ وَقَالَت هَذَا من الشَّمْس لِأَن الشَّمْس دخلت فِي فَرجي فِي بعض الْأَيَّام وَأَنا أَغْتَسِل فحبلت بِهَذَا وَيُقَال إِنَّه كَانَ حداداً
(ابْن البابا)
جنكلي بن البابا الْأَمِير الْكَبِير بدر الدّين كَبِير الدولة الناصريّة وَرَأس الميمنة بعد الْأَمِير جمال الدّين آقوش نَائِب الكرك خطبه الْملك الْأَشْرَف بن قلاوون وَهُوَ فِي تِلْكَ الْبِلَاد ورغبه وَبَالغ فِي حُضُوره إِلَى بِلَاد الْإِسْلَام وَكتب منشوره بالإقطاع الَّذِي عينّه وجهزه غليه فَلم يتَّفق حُضُوره ثمَّ إِنَّه وَفد على السُّلْطَان الْملك النَّاصِر بن قلاوون فَأكْرمه وأمَّره وَذَلِكَ سنة أَربع وسبعمئة وَلم يزل عِنْده مُعظما مكرماً مبجلاً وَكَانَ يُجهز إِلَيْهِ الذَّهَب مَعَ الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي وَمَعَ غَيره وَيَقُول لَهُ عَن السُّلْطَان لَا تبوس الأَرْض على هَذَا وَلَا تنزله فِي ديوانك كَأَنَّهُ يُرِيد إخفاء ذَلِك وَكَانَ يجلس أَولا ثَانِي نَائِب الكرك فَلَمَّا أخرج إِلَى طرابلس جلس الْأَمِير بدر الدّين رَأس الميمنة وَهُوَ من الحشمة وَالْعقل والسُّكون والدّين الوافر وعفة الْفرج فِي الْمحل الْأَقْصَى
قَالَ لي وَلَده الْأَمِير نَاصِر الدّين مُحَمَّد رَحمَه الله تَعَالَى إِن وَالِدي يعرف ربع الْعِبَادَات من الْفِقْه من أحسن مَا يكون فِي معرفَة خلاف الْفُقَهَاء وَالْأَئِمَّة