(يرى مَحْض الثَّنَاء عَلَيْك فرضا ... وَلَا يثني عنان الشُّكْر بعده)
(لقد أهديت لي لغزاً بديعاً ... يضلّ عَن اللبيب لَدَيْهِ رشده)
(وَقد أحكمته درّاً نضيداً ... يشنّف مسمعي بالدرَّ عقده)
(فشطر اللغز أَخْمَاس ثَلَاث ... للغزك إِن ترد يَوْمًا أحدّه)
(وَبَاقِيه مَعَ التَّصْحِيف كسب ... إِذا مَا ته حرفا تعدّه)
(هما ضدّان يقتتلان وَهنا ... ويضطجعان فِي فرش تمدّه)
)
(هما جيشان من زنجٍ وروم ... يُقَابل كلّ قرنٍ فِيهِ ضدّه)
(تقوم الْحَرْب فِيهِ كلّ وقتٍ ... وَلَا تدمى من الوقعات جنده)
(ويشتدّ الْقِتَال بِهِ طَويلا ... وَيحكم بالأصاغر فِيهِ عقده)
(وَيقتل ملكه فِي كلّ حِين ... ويبعثه النشاط فيستردّه)
(وَمَا يُنجي الْهمام بِهِ حسام ... وَقد يُنجي من الْإِتْلَاف بنده)
(وَنصر الله فِي الهيجا سجالٌ ... فَمن شَاءَ الْإِلَه بِهِ يمدّه)
(وَهَذَا كلّه حسب اجتهادي ... وَغَايَة فكرة الْإِنْسَان جهده)
ونقلت من خطّ الْحَافِظ اليغموري قَالَ أَنْشدني محيي الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد ابْن نصر الله الْكَاتِب الْمصْرِيّ لنَفسِهِ
(ناظرنا فِي الْبيُوت أعمى ... عَن كل خيرٍ وكل برّ)
(أسود كالفحم فَهُوَ مأوى ... كلّ شرارٍ وكلّ شرّ)
(وَنفخ هَذَا الْوَزير فِيهِ ... أحرق كلّ الورى بجمر)
قَالَ وَله
(يكْتب فِي الْكتب اسْمه وَحده ... بِلَا أبٍ كرها لَهُ إِذْ أَبَاهُ)
(لَا تنكروا كَثْرَة إِسْقَاطه ... فإنّه أسقط حَتَّى أَبَاهُ)
٣ - (أَحْمد بن نعْمَة)
٣ - (كَمَال الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي)
أَحْمد بن نعْمَة بن أَحْمد بن جَعْفَر بن الْحُسَيْن بن حَمَّاد الإِمَام كَمَال الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي النابلسي الشَّافِعِي خطيب الْقُدس ولد سنة تسع وَسبعين وَقدم دمشق شَابًّا فاشتغل وَسمع من حَنْبَل وَابْن طبرزذ وَالقَاسِم بن عَسَاكِر وَغَيرهم وروى عَنهُ ولداه الْعَلامَة شرف الدّين والفقيه محيي الدّين إِمَام المشهد والدمياطي والدواداري