ذَلِك نظماً أَو نثراً فاقترحوا نظماً فَقَالَ هَات كَاتبا فأملى عَلَيْهِ نظماً ذكر الشُّرُوط والتاريخ وكل مَا لَهُ علاقَة بِالصَّدَاقِ لم يتَرَدَّد فِيهِ وَلَا أَبْطَأَ كَأَنَّهُ يتلوه من حفظه فبهت الْقَوْم وَقَالَ لَهُ الْفَقِيه أَمرك وَالله عَجِيب كَاد لَوْلَا الْمُشَاهدَة أَلا أصدقه وَركب إِلَى الْمَنْصُور بن أبي عَامر فَأخْبرهُ بِالْمَجْلِسِ وَأرَاهُ الشّعْر فَعجب من ذَلِك وَأمر لَهُ بصلَة حملت إِلَيْهِ وَكَانَ عدَّة مَا ارتجله ثَلَاثِينَ بَيْتا مِنْهَا
(لأصدق عبد الله نجل مُحَمَّد ... فَتى أموي زوجه الْبكر مريما)
(وَأَمْهَرهَا عشْرين عجل نصفهَا ... دَنَانِير يحويها أَبوهَا مُسلما)
(وأنكحها مِنْهُ أَبوهَا مُحَمَّد ... سلالة إِبْرَاهِيم من حَيّ خثعما)
(وَبَاقِي صدَاق الْبكر بَاقٍ إِلَى مدى ... ثَلَاثَة أَعْوَام زَمَانا متمما)
(مؤخرة عَنهُ يُؤَدِّي جَمِيعهَا ... إِذا لم يكن عِنْد التطلب معدما)
(وَمن شَرطهَا أَن لَا يكون مُؤَجّلا ... لَهَا أبدا عَن دارها أَيْن يمما)
(وَألا يرى حتما بِشَيْء يضيرها ... يصرف فِيهِ الدَّهْر كفا وَلَا فَمَا)
وَكَانَ ابْن وهيب إِذا جلس ابْن أبي عَامر للشعراء وَأذن لَهُم فِي الإنشاد بَدَأَ ابْن وهيب ينشده بديهة فَلَا تَأتيه نوبَته حَتَّى يفرغ كَمَا أَرَادَهُ وَيقوم فينشده وَإِن مداده مَا جف)
٣ - (ابْن الأسقف)
مُحَمَّد بن ياسين شرف الدّين أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الأسقف نقلت من خطّ شرف الدّين مُسْتَوْفِي إربل قَالَ كَانَ نَصْرَانِيّا وَأسلم وَتسَمى بِمُحَمد تصرف فِي الديار المصرية عَاملا فِي أَعمالهَا الحقيرة لَا الخطيرة وَلما أسلم قَرَأَ الْقُرْآن وَعرف شَيْئا من الْعَرَبيَّة وَكَانَ يرْمى بالأبنة ورد إربل وَأقَام بهَا أَيَّامًا فَقيل إِنَّه اتهمَ بِهِ غُلَام لَهُ وَكثر القَوْل عَلَيْهِ فسافر أَنْشدني لنَفسِهِ
(دَعْنِي أقبل راحتيك لِأَنَّهَا ... أعنت رجَالًا مسهم إملاق)
(لَا زَالَت الْعليا على أعدائها ... أبدا تُشِير لنحوها الأرزاق)
قلت شعر رَكِيك مختل الانتظام والارتباط
٣ - (أَبُو طَاهِر الْحلَبِي الْبَزَّاز الْمُقْرِئ)
مُحَمَّد بن ياسين بن مُحَمَّد الْبَزَّاز أَبُو طَاهِر الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بالحلبي هُوَ بغداذي قَرَأَ الْقُرْآن على أبي حَفْص عمر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الكتاني وَأبي الْفرج مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشنبوذي وَأبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف العلاف وروى عَنْهُم سَمَاعا وتلاوة وصنف فِي الْقرَاءَات عدَّة مُفْرَدَات سمع مِنْهُ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الوني الفرضي وروى عَنهُ عبد السَّيِّد بن عتاب وَعلي ابْن الْحُسَيْن الطريثيثي وَأَبُو الْحسن أَحْمد بن المحسن بن مُحَمَّد المقرئون وَتُوفِّي سنة سِتّ وَعشْرين وَأَرْبع مائَة
٣ - (أَبُو بكر الْحداد)
مُحَمَّد بن يَاسر بن عبد الله بن عبد الْخَالِق أَبُو بكر الْحداد من أهل