للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - (الأديبي الْخَوَارِزْمِيّ الْكَاتِب)

أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الأديبي أَبُو سعيد الْخَوَارِزْمِيّ من مشاهير أدباء خوارزم وفضلائها وشعرائها قَالَ أَبُو الْفضل الصفاري كَانَ كَاتبا بارعاً حِين التَّصَرُّف فِي الترسل وافر الْحَظ)

من حسن الْكِتَابَة والفصاحة وَكَانَ خطه فِي الدرجَة الْعليا من أَقسَام الْحسن والجودة من كَلَام فِي شكاية رجل ثقيل قد منيت من هَذَا الكهل الرَّازِيّ صَاحب الْجَبْهَة الكهباء واللحية الشَّهْبَاء بالداهية الدهياء والصيلم الصماء جعل لِسَانه سنانه وأشفار عَيْنَيْهِ الصلبة شفاره فَإِذا تكلم كلم بِلِسَانِهِ أَكثر مِمَّا يكلم بسنانه وَإِذا لمح ببصره جرح الْقُلُوب بلحظه أَشد مِمَّا يجرح الآذان بِلَفْظِهِ يظْهر للنَّاس فِي زِيّ مظلومٍ وَإنَّهُ لظَالِم ويشكو إِلَيْهِم وجع السَّلِيم وَهُوَ سَالم وَكتب إِلَى بعض الرؤساء وَقد حجب عَنهُ

(ومحجب بحجاب عز شامخٍ ... وشعاع نور جَبينه لَا يحجب)

(حاولته فَرَأَيْت بَدْرًا طالعاً ... والبدر يبعد بالشعاع وَيقرب)

(قبلت نور جَبينه متعززاً ... باللحظ مِنْهُ وَقد زهاه الموكب)

(كَالشَّمْسِ فِي كبد السَّمَاء ونوره ... من جانبيه مشرق ومغرب)

ابْن الجزار الطَّبِيب القيرواني أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أبي خَالِد الطَّبِيب يعرف بِابْن الجزار القيرواني كَانَ طَبِيبا حاذقاً دارساً كتبه جَامِعَة لتواليف الْأَوَائِل فِيهِ حسن الْفَهم لَهَا وَله فِيهِ مصنفات وَفِي غَيره فَمن أشهرها زَاد الْمُسَافِر ورسائله فِي النَّفس وَذكر الِاخْتِلَاف من الْأَوَائِل فِيهَا وَكَانَ لَهُ عناية بالتاريخ وَألف فِيهِ كتابا سَمَّاهُ التَّعْرِيف بِصَحِيح التَّارِيخ رِسَالَة فِي النّوم واليقظة رِسَالَة فِي الزُّكَام

رِسَالَة فِي الجذام نصائح الْأَبْرَار وَكتاب الْأَسْبَاب المولدة للوباء فِي مصر وَالْحِيلَة فِي دفع ذَلِك رِسَالَة فِي استهانة الْمَوْت وَكَانَ صائناً لنَفسِهِ منقبضاً عَن الْمُلُوك ذَا ثروة لم يقْصد أحدا إِلَى بَيته وَكَانَ لَهُ مَعْرُوف وأدوية يفرقها وَكَانَ مَوْجُودا فِي أَيَّام الْمعز فِي حُدُود سنة خمسين وَثَلَاث مائَة أَو مَا قاربها وَكَانَ ابْن الجزار يشْهد الأعراس والجنائز وَلَا يَأْكُل فِيهَا وَلَا يركب إِلَى أحد من أهل إفريقية قطّ وَلَا إِلَى سلطانهم إِلَّا إِلَى أبي طَالب عَم معد كَانَ لَهُ صديقا قَدِيما وإلفاً حميماً وَكَانَ يركب إِلَيْهِ فِي كل جُمُعَة مرّة لَا غير وَكَانَ ينْهض فِي كل عَام إِلَى المرابطة على الْبَحْر فَيكون هُنَاكَ طول أَيَّام القيظ ثمَّ ينْصَرف إِلَى إفريقية وَوجد لَهُ عشرُون ألف دِينَار لما توفّي وَعِشْرُونَ قِنْطَارًا من الْكتب الطبية وَكَانَ قد هم بالرحلة إِلَى الأندلس

وَقَالَ كشاجم يمدح كِتَابه زَاد الْمُسَافِر

(أَبَا جَعْفَر بقيت حَيا وَمَيتًا ... مفاخر فِي ظهر الزَّمَان عظاما)

)

(رَأَيْت على زَاد الْمُسَافِر عندنَا ... من الناظرين العارفين زحاما)

<<  <  ج: ص:  >  >>