(وَإِذا عرا خطب فَكل مِنْهُمَا ... أَسد يصول ببأسه ويحامي)
(وبباب كلٍ مِنْهُمَا علم غَدا ... فِي ظلمه علاّمة الْأَعْلَام)
(فَمَتَى أرى الدُّنْيَا بِغَيْر سناجرٍ ... وَالْكَسْر والتنكيس للأعلام)
٣ - (ابْن الْخياط الدِّمَشْقِي)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى بن صَدَقَة التغلبي الْمَعْرُوف بِابْن الْخياط الدِّمَشْقِي الْكَاتِب من)
الشُّعَرَاء المجيدين وديوانه مَشْهُور طَاف الْبِلَاد ومدح النَّاس وَدخل بِلَاد الْعَجم وَلما اجْتمع بِأبي الفتيان ابْن حيّوس الشَّاعِر الْمَشْهُور بحلب وَعرض عَلَيْهِ شعره قَالَ قد نعاني هَذَا الشَّاب إِلَى نَفسِي فقلّما نَشأ ذُو صناعَة وَمهر فِيهَا إلاّ وَكَانَ دَلِيلا على موت الشَّيْخ من أَبنَاء جنسه
وَدخل مرّة إِلَى حلب وَهُوَ رَقِيق الْحَال لَا يقدر على شَيْء فَكتب إِلَى ابْن حيّوس يستميحه
(لم يبْق عِنْدِي مَا يُبَاع بحبةٍ ... وَكَفاك شَاهد منظري عَن مخبري)
(إلاّ بقيّة مَاء وجهٍ صنتها ... عَن أَن تبَاع وَأَيْنَ أَيْن المُشْتَرِي)
فَقَالَ ابْن حيّوس لَو قَالَ وَأَنت نعم المُشْتَرِي لَكَانَ أحسن
وَمن قصائده الْمَشْهُور قَوْله
(خذا من صبا نجدٍ أَمَانًا لصبّه ... فقد كَاد ريّاها يطير بلبّه)
(وإيّاكما ذَاك النسيم فإنّه ... مَتى هبّ كَانَ الوجد أيسر خطبه)
(خليليّ لَو أحببتما لعلمتما ... محلّ الْهوى من مغرم الْقلب صبّه)
(تذكّر والذكرى تشوق وذوالهوى ... يتوق وَمن يعلق بِهِ احبّ يصبهُ)
(غرام على يأس الْهوى ورجائه ... وشوق على بعد المزار وقربه)
(إِذا خطرت من جَانب الرمل نفحة ... تضمّن مِنْهَا داءه دون صَحبه)
(ومحتجبٍ بَين الأسنّة معرضٍ ... وَفِي الْقلب من إعراضه مثل حجبه)
(أغار إِذا آنست فِي الحيّ أَنه ... حذاراً عَلَيْهِ أَن تكون لحبّه)
وَمِنْه قَوْله
(وبالجزع حَيّ كلما عنّ ذكرهم ... أمات الْهوى مني فؤاداً وأحياه)
(تمنّيتهم بالرقمين ودارهم ... بوادي الغضا يَا بعد مَا أتمناه)