نصر حَدِيد بن جَعْفَر الرماني
وروى عَنهُ عبد الْعَزِيز الْكِنَانِي ونجاء بن أَحْمد وَأَبُو الْقَاسِم النسيب وَسُئِلَ عَنهُ فَقَالَ ثِقَة
توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة
ذكره ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق)
٣ - (ابْن مقلة الْكَاتِب)
الْحسن بن عَليّ بن الْحسن بن عبد الله بن مقلة أَبُو عبد الله أَخُو الْوَزير أبي عَليّ مُحَمَّد وَقد تقدم ذكره فِي المحمدين
وَكَانَ أَبُو عبد الله هَذَا أكتب من أَخِيه فِي قلم الدفاتر والنسخ مُسلم لَهُ الْفضل فِي ذَلِك ولد أَبُو عبد الله سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة
وَكَانَ أَبوهُمَا الملقب بمقلة كَاتبا مليح الْخط وَقد كتب فِي زمانهما وبعدهما جماعةٌ من أهلهما وولدهما وَلم يقاربوهما وَإِنَّمَا ينْدر للْوَاحِد مِنْهُمَا الْحَرْف بعد الْحَرْف والكلمة بعد الْكَلِمَة
وَإِنَّمَا كَانَ الْكَمَال لأبي عَليّ مُحَمَّد وَأبي عبد الله هَذَا
وَمِمَّنْ كتب من أولادهما أَبُو مُحَمَّد عبد الله وَأَبُو الْحسن ابْنا مُحَمَّد وَأَبُو أَحْمد سُلَيْمَان بن أبي الْحسن وَأَبُو الْحُسَيْن عَليّ بن أبي عَليّ وَأَبُو الْفرج الْعَبَّاس بن عَليّ بن مقلة
حدث أَبُو نصر قَالَ حَدثنِي أَبُو الْقَاسِم بن الرقي منجم سيف الدولة قَالَ كنت فِي صُحْبَة سيف الدولة فِي غزَاة وَقد انْكَسَرَ كسرةً قبيحةً سلم فِيهَا بِنَفسِهِ بعد أَن قتلت عساكره قَالَ فَسمِعت سيف الدولة يَقُول وَقد عَاد إِلَى حلب هلك مني من عرض مَا كَانَ معي خَمْسَة آلَاف ورقة بِخَط أبي عَليّ بن مقلة فاستعظمت ذَلِك وَسَأَلت بعض شُيُوخ خدمه الْخَاصَّة عَن ذَلِك فَقَالَ كَانَ أَبُو عبد الله مُنْقَطِعًا إِلَى بني حمدَان سِنِين كَثِيرَة يقومُونَ بأَمْره أحسن قيام وَكَانَ ينزل فِي دارٍ قوراء حسنةٍ وفيهَا فرشٌ يشاكلها مجْلِس دست وَله شَيْء للنسخ وحوضٌ فِيهِ محابر وأقلامٌ فَيقوم وَيَمْشي فِي الدَّار إِذا ضَاقَ صَدره ثمَّ يعود وَيجْلس فِي بعض تِلْكَ الْمجَالِس وينسخ مَا يخف عَلَيْهِ ثمَّ ينْهض وَيَطوف على جَوَانِب الْبُسْتَان ثمَّ يجلس فِي مجْلِس آخر وينسخ أوراقاً أخر على هَذَا فَاجْتمع فِي خزائنهم مَا لَا يُحْصى من خطه
وَلما تولى الوزارة أَبُو عَليّ سنة سِتّ عشرَة وثلاثمائة قلد أَخَاهُ أَبَا عبد الله ديوَان الضّيَاع الْخَاصَّة وديوان الضّيَاع المستحدثة وديوان الدَّار الصَّغِيرَة
وصودر أَبُو عبد الله فِي أَيَّام القاهر على خمسين ألف دِينَار بعد أَن حلف أَنه لَا يملك إِلَّا بساتين وَمَا وَرثهُ من زَوجته وَقِيمَة الْجَمِيع نَحْو مائَة ألف درهمٍ
وَمن شعره من المتقارب
(رَأَيْت كتابا بأيدي النِّسَاء ... فَقلت عزيزٌ على من ثوى)
)
(يقلبه النَّاس جهلا بِهِ ... يُرَاد بِهِ البيع مَا يشترى)
(فَقلت كَذَا كتبنَا بَعدنَا ... إِذا مَا أهالوا علينا الثرى)