الْخدمَة وَجلسَ على بَاب خيمة السُّلْطَان فسيَّر بعض مماليكه فَجَاءَهُ من وَرَائه وَضرب رَأسه بِالسَّيْفِ فأبانه وَأظْهر السُّلْطَان أَنه إِنَّمَا فعل ذَلِك انتقاماً مِنْهُ بِمَا فعل فِي حقّ الإِمَام وَذَلِكَ بعد قتل الإِمَام بشهرٍ وَقيل أَن قتلته كَانَت سنة تسعٍ وَعشْرين وَخمْس مائَة قيل أَنَّهَا كَانَت على بَاب خوي وَقيل على بَاب تبريز
وَكَانَ دبيس قد أحسّ بتغيير السُّلْطَان عَلَيْهِ مُنْذُ قتل المسترشد وعزم على الهروب مرَارًا والمنية تثِّبطه وَلما قتل حمل إِلَى زَوجته كهارخاتون وَدفن بالمشهد عِنْد صَاحب ماردين نجم الدّين ايلغازي وَالِد كهارخاتون وَتزَوج السُّلْطَان الْمَذْكُور ابْنة دبيس الْمَذْكُور وأمُّها شرف خاتون ابْنة عميد الدولة بن فَخر الدولة بن جهير وَأم شرف خاتون الْمَذْكُورَة زبيدة ابْنة الْوَزير نظام الدّين وَولي بعد دبيس ابْنه بهاء الدَّولة أَبُو كَامِل مَنْصُور
وَكَانَ دبيس وقلّ من أَنْجَب مثله من أُمَرَاء الْعَرَب وَكَانَ شِيعِيًّا مثل وَالِده وقصده بعض الشُّعَرَاء وَهُوَ معتقل وامتدحه بقصيدةٍ وَلم يكن بِيَدِهِ شَيْء يُعْطِيهِ فَدفع لَهُ رقْعَة وفيهَا مَكْتُوب من الْبَسِيط
(الْجُود فعلي وَلَكِن لَيْسَ لي مالٌ ... وَكَيف يفعل من بالقرض يحتال)