وَكَانَ عبيد الله قد مرض فعاده الْوَزير فَلَمَّا انْصَرف عَنهُ كتب إِلَيْهِ مَا أعرف أحدا جزى الْعلَّة خيرا غَيْرِي فَإِنِّي جزيتهَا الْخَيْر وشكرت نعمتها عَليّ إِذْ كَانَت إِلَى رؤيتك مؤدية فَأَنا كالأعرابي الَّذِي جزى يَوْم الْبَين خيرا فَقَالَ
(جزى الله يَوْم الْبَين خيراُ فَإِنَّهُ ... أرانا على علاتها أم ثَابت)
(أرانا ربيبات الْخُدُور وَلم نَكُنْ ... نراهن إِلَّا بانتعات النواعت)
وَمن شعر عبيد الله أَيْضا
(إِن الْأَمِير هُوَ الَّذِي ... يُضحي أَمِيرا يَوْم عَزله)
(إِن زَالَ سُلْطَان الولا ... ية لم يزل سُلْطَان فَضله)
وَمِنْه
(إقض الْحَوَائِج مَا استطع ... ت وَكن لَهُم أَخِيك فارج)
(فلخير أَيَّام الْفَتى ... يَوْم قضى فِيهِ الْحَوَائِج)
٣ - (أحد الْفُقَهَاء السَّبْعَة)
عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود بن غافل بن حبيب يَنْتَهِي إِلَى عدنان أَبُو عبد الله الْهُذلِيّ أحد الْفُقَهَاء السَّبْعَة بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ أَخُو الْمُحدث عون وجدهما عتبَة هُوَ أَخُو عبد الله بن مَسْعُود الصَّحَابِيّ وَكَانَ من أَعْلَام التَّابِعين
لَقِي خلقا كثيرا من الصَّحَابَة وَسمع من ابْن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرَة وَعَائِشَة وَقَالَ الزُّهْرِيّ أدْركْت أَرْبَعَة بحور فَذكر عبيد الله وَقَالَ سَمِعت من الْعلم شَيْئا كثيرا فَظَنَنْت أَنِّي قد اكتفيت حَتَّى لقِيت عبيد الله فَإِذا كَأَنِّي لَيْسَ فِي يَدي شَيْء وَكَانَ مؤدب عمر بن الْعَزِيز وَكَانَ عمر يَقُول لِأَن يكون لي مجْلِس من عبيد الله أحب إِلَيّ من الدُّنْيَا وَكَانَ عَالما ناسكاً
وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وماية وَقيل سنة تسع وَتِسْعين وَقيل سنة ثَمَان وَتِسْعين وَقيل سنة سبع)
وَتِسْعين بِالْمَدِينَةِ
وَأورد لَهُ أَبُو تَمام فِي الحماسة
(شققت الْقلب ثمَّ ذررت فِيهِ ... هَوَاك فليم فالتأم الفطور)
(تغلغل حب عَثْمَة فِي فُؤَادِي ... فباديه مَعَ الخافي يسير)