الدّين قطلوبغا الفخري ثمَّ أعْطى أمره عشرَة مَعَ الْوَظِيفَة وَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَكَانَ شكلا طوَالًا مهيبا توفّي عَن قريب السّبْعين سنة
(عَليّ بن إِدْرِيس)
٢٠٥ - السعيد صَاحب الْغَرِيب عَليّ بن إِدْرِيس بن يَعْقُوب بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن ابْن عَليّ السُّلْطَان الْملك السعيد أَبُو الْحسن بن الْمَأْمُون أبي الْعَلَاء بن الْمَنْصُور الْقَيْسِي الملقب بالمعتضد وبالسعيد ولي الْأَمر بعد أَخِيه الرشيد سنة أَرْبَعِينَ وَبَقِي إِلَى أَن خرج إِلَى نَاصِيَة يلمسان وحاصر قلعة هُنَاكَ فَقتل على ظهر فرسه سنة أَرْبَعِينَ وَولي بعده أَخُوهُ المرتضى أَبُو حَفْص فامتدت أَيَّامه عشْرين عَاما وَكَانَ السعيد أسود اللَّوْن فَارِسًا شجاعا وَكَانَ ولَايَته سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ أَبوهُ قد ولاه سبتة على مَا تقدم فِي تَرْجَمَة الْمَأْمُون ادرسي وَكَانَ بِخِدْمَة قوم يُقَال لَهُم بَنو بويه فزينوا لَهُ أَن يَأْخُذ مَا تَحت يَده من الْأَمْوَال لسبتة وَيخرج على أَبِيه فَبلغ الْخَبَر أَبَاهُ فَكتب إِلَى بعض خاصته فَقبض عَلَيْهِ وجهزه إِلَى أَبِيه مُقَيّدا وَضرب رِقَاب بني بويه فصعب قَتله على السعيد الْمَذْكُور وأورثه أسفا عَظِيما فرثاهم بِشعر مِنْهُ // (من الْخَفِيف) //
(إِن يَوْمًا رأيتكم فِيهِ صرعى ... شَرّ يَوْم رَأَيْته مذ رَأَيْت)
(لم يقدمكم تعصبى غير أَنى ... نحت حزنا لفقدكم وبكيت)
وَكتب إِلَى أَبِيه من السجْن // (من مقروء الْكَامِل) //
(إِن الْمُرُوءَة صعبة ... وَعَلَيْك يسهل أمرهَا)
(والدهر عِنْدِي لَيْلَة ... برضاك يطلع فجرها)
وَلما مَاتَ أَبوهُ الْمَأْمُون إِدْرِيس كَمَا مر فِي تَرْجَمته ولى أَخُوهُ الصَّغِير الْخلَافَة وَبَقِي السعيد هَذَا خاملا ذليلا فَقِيرا وَمَتى ذكره أَخُوهُ الْخَلِيفَة لَا يَقُول عَنهُ إِلَّا العَبْد الْأسود واستمرت الْحَال كَذَلِك إِلَى أَن مَاتَ أَخُوهُ عَن غير عقب فَرجع النَّاس إِلَيْهِ وَبَايَعُوهُ على الْخلَافَة فبذل الْأَمْوَال وَأكْثر من سفك الدِّمَاء ومعاناة الحروب إِلَى أَن لَاقَى بِنَفسِهِ أبطال
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute