(وَلما رأى وردا بخديه يُجتنَى ... ويُقطف أَحْيَانًا بِغَيْر اختيارهِ)
(أَقَامَ عَلَيْهِ حارساً من جفونه ... وسَل عَلَيْهِ مُرهفاً من عذارِه)
٣ - (أَبُو الفوارس الْمَدَائِنِي)
نصر بن نَاصِر بن لَيْث بن مكي أَبُو الفوارس الْمَدَائِنِي سكن بَغْدَاد وَكَانَ أديباً شَاعِرًا تولى الإشراف بدار التشريفات من دَار الْخلَافَة وَكَانَ ينشد المدائح بالتهاني على قَاعِدَة شعراء الدِّيوَان وَولي غير ذَلِك من الولايات الْكِبَار ولقب بناظر النظار وَعلا شَأْنه وَولي النّظر والصَّدرية بالمخزن وَولى الْوكَالَة للخليفة فِي جَمِيع تَصَرُّفَاته وَتعقب ذَلِك عَن الْوَزير ابْن مهْدي وَإِزَالَة الضرائب والمُكوس وكف أَيدي الظلمَة وأزال شَيْئا كثيرا من الْمَظَالِم فَأَحبهُ النَّاس وَكَانَ حَسَنَ السِّيرَة لَكِن لم تَطُل أَيَّامه حَتَّى عاجله حمامه وَتُوفِّي سنة خمس وسِتمِائَة وَكَانَت لَهُ جَنَازَة عَظِيمَة وَمن شعره
٣ - (أَبُو سعدٍ الدينَوَرِي)
نصر بن يَعْقُوب أَبُو سعد الدينَوَرِي مُصَنف كتاب التَّعْبِير الْمَعْرُوف بالقادري ذكره الثعالبي فِي من ورد نيسابور وَقَالَ تُعقَد عَلَيْهِ الخناصر بخراسان فِي الْكِتَابَة والبراعة وَله فِي الْأَدَب تقدم محمودٌوفي الْمُرُوءَة قدَمةٌ مَشْهُودَة وَشَهَادَة الصاحب لَهُ بِالْفَضْلِ يسجل بهَا حكام الْعدْل
وَله تصانيف مِنْهَا كتاب روائع التوجيهات فِي بَدَائِع التشبيهات وَكتاب ثمار الْأنس فِي تشبيهات الفُرس وَكتاب الْجَامِع الْكَبِير فِي التَّعْبِير وَهُوَ القادري كتاب الْأَدْعِيَة كتاب حُقة الْجَوَاهِر وَهُوَ مزدوجة فِي الْأَمِير خلَف وَمن شعره
(أبي لي أَن أباليَ بالليالي ... وأخشى صَرفَها فِيمَن يُبَالِي)
)
(حُلولي فِي ذَرَى مَلِكٍ كطَودٍ ... رفيعٍ مُشرفِ الْأَعْلَام عالِ)
(إِلَى شمس الشِتاء إِلَى ظلال ال ... مَصِيف إِلَى الغَمام إِلَى الْهلَال)
(إِذا مَا جَاءَهُ المذعور يَوْمًا ... وَحل بِبَابِهِ عَقد الرِّحال)
(تبوأ من ذَراه خير دارٍ ... فَلم يخْطر لمكروهٍ ببال)
(بوُدي لَو نهضتُ بهَا وَلَكِن ... ضَعُفتُ عَن الحَراك لضعف حَالي)
وَمِنْه
(اسقِني كأساً كلون الذَّهَب ... وامزجِ الريقَ بِمَاء العِنَبِ)
(فقد ارتجت بِنَا الأَرْض ضُحىً ... كارتجاج الزِّئبَق المنسَرب)