مَعَ النَّاصِر وَكَانَ عَاقِلا حازماً سائساً وَكَانَ رَأْيه مداراة التتار وَعدم مشاققتهم وَكَانَ يعضد الزين الحافظي عِنْد الْملك النَّاصِر ويثني عَلَيْهِ ويشكره وَكَانَ يُقَال إِن الزين الحافظي أحضر لَهُ فرماناً من هولاكو وَإِن الْملك النَّاصِر بَاطِن مَعَ التتر وَلم يدْخل الديار المصرية مَعَ العساكر لذَلِك لَا مُحَافظَة للناصر وتوهم أَنه إِذا وصل إِلَى التتار أبقى هولاكو عَلَيْهِ ووفى لَهُ بِمَا فِي الفرمان فَعَاد مَعَ النَّاصِر من قطيا وَحسن لَهُ قصد هولاكو فَتوجه صحبته إِلَيْهِ فَلَمَّا قدمُوا على هولاكو أحسن إِلَيْهِم وَأكْرمهمْ فَلَمَّا بلغ هولاكو كسر التتار على عين جالوت غضب وقتلهم فِي أَوَائِل سنة تسع وَخمسين وسِتمِائَة وَقتل الصَّالح فِي أَطْرَاف بِلَاد الْعَجم وَقيل قَتله فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان وَخمسين وَحكي أَنه قَالَ يَوْمًا للأمير عماد الدّين إِبْرَاهِيم بن المجير وهما فِي مجْلِس النَّاصِر نُرِيد نعمل مشوراً وَكَانَ)
عماد الدّين رَأْيه قتال التتار وَعدم مداراتهم فَقَالَ كم هَذَا الفشر فَقَالَ لَهُ الصَّالح أَنْت كَمَا قيل طَوِيل ولحيتك طَوِيلَة فَقَالَ لَهُ عماد الدّين إِلَّا أَنِّي مَا ربيت فِي حمص
٣ - (أَبُو الطَّاهِر الْكِنَانِي)
إِسْمَاعِيل بن صارم بن عَليّ بن عز بن تَمِيم أَبُو الطَّاهِر الْكِنَانِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْخياط كَانَ عالي الْإِسْنَاد وروى عَنهُ جمَاعَة المصريين وروى عَنهُ الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي وروى عَن البوصيري وَإِسْمَاعِيل بن ياسين وَفَاطِمَة بنت سعد الْخَيْر قيل إِنَّه شنق نَفسه سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة
٣ - (القفطي)
إِسْمَاعِيل بن صَالح ابْن أبي ذُؤَيْب أَبُو طَاهِر القفطي عرف بِابْن الْبناء كَانَ أديباً فَاضلا انْتقل إِلَى الْمحلة وَتُوفِّي بإسنا سنة سبع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة من شعره من الْكَامِل
(أهديتَه حمَلاً يُساق فخلتْهُ ... جِمَلاً لأنّ الله بَارك فيهِ)
(لَا تنْحرنَّ فقد نحرتَ من العِدَى ... مَن قد يهاب الموتُ أَن يَأْتِيهِ)
وَمِنْه فِي مرثية للشريف قَاسم بن مهنا أَمِير الْمَدِينَة من الْكَامِل
(لّما اشْترى من ربّه بثوابه ... جنّاتِ عدْنٍ رَاح يَأْخُذ مَا اشْترى)
٣ - (الْهَاشِمِي أَمِير مصر)
إِسْمَاعِيل بن صَالح بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب بن هَاشم كَانَ سرياً أديباً حسن الْغناء مقدما فِي ضرب الْعود غنى الرشيد فقلده مصر وَهُوَ الْقَائِل للرشيد لما عقد للأمين والمأمون بيعَته على إِلْحَاق الْقَاسِم المؤتمن بهما وَقد رويت لِأَخِيهِ عبد الْملك من الْكَامِل المرفل
(يَا أَيهَا المَلِكُ الَّذِي ... لَو كَانَ نجماً كَانَ سَعْدا)
(اعِقدْ لقاسم بيعَة ... واقدْحْ لَهُ فِي الْملك زَنْدا)