الجاحظ قَالَ أَبُو عبد الله الْحَاكِم هُوَ مِمَّن أدْرك الأتباع بِلَا شكّ وَكَلَامه مُسْتَفَاد فِي الْحِكْمَة وَقد أَخذ بنيسابور وَمن شعره
(لَو أنني أَعْطَيْت سؤلي لما ... سَأَلت إِلَّا الْعَفو والعافيه)
)
(فكم فَتى قد بَات فِي نعْمَة ... فسل مِنْهَا اللَّيْلَة الثانيه)
وَمِنْه
(لَئِن كنت مُحْتَاجا إِلَى الْحلم إِنَّنِي ... إِلَى الْجَهْل فِي بعض الْأَحَايِين أحْوج)
(ولي فرس للحلم بالحلم ملجم ... ولي فرس بِالْجَهْلِ للْجَهْل مسرج)
(فَمن شَاءَ تقويمي فَإِنِّي مقوم ... وَمن شَاءَ تعويجي فَإِنِّي معوج)
(وَمَا كنت أرْضى الْجَهْل خلا وَلَا أَخا ... ولكنني أرْضى بِهِ حِين أحْوج)
(أَلا رُبمَا ضَاقَ الفضاء بأَهْله ... وَأمكن من بَين الأسنة مخرج)
(فَإِن قَالَ بعض النَّاس فِيهِ سماجة ... فقد صدقُوا والذل بِالْحرِّ أسمج)
٣ - (الراوية)
صَالح بن حسان أحد رُوَاة الْأَخْبَار الْعَالمين بالآثار والأسعار روى عَنهُ من ذَلِك خلق كثير من أربابه كالهيثم بن عدي وَابْن الْكَلْبِيّ وَغَيرهم حدث الْهَيْثَم بن عدي قَالَ قَالَ لي صَالح بن حسلان هَل تعرف بَيْتا من الشّعْر نصفه أَعْرَابِي فِي شملة وَالنّصف الآخر مخنث من أهل العقيق يتقصف تقصفاً قلت لَا وَالله قَالَ قد أجلتك حولا قلت لَهُ لَو أجلتني حَوْلَيْنِ مَا علمت مَا سَأَلتنِي عَنهُ فَقَالَ أُفٍّ لَك قد كنت أحسبك أَعُود علما من ذَلِك قلت مَا هُوَ قَالَ لي أما سَمِعت قَول جميل أَلا أَيهَا النوام وَيحكم هبوا أَعْرَابِي وَالله يَهْتِف فِي شملة ثمَّ أدْركهُ النسيب وصريح الْحبّ وَمَا يدْرك العاشق فَقَالَ أسائلكم هَل يقتل الرجل الْحبّ فَكَأَنَّهُ وَالله مخنث العقيق يتفكك وَبعده
(فَقَالُوا نعم حَتَّى يسل عِظَامه ... ويتركه حيران لَيْسَ لَهُ لب)
٣ - (تَقِيّ الدّين قَاضِي قوص)
صَالح بن الْحُسَيْن بن طَلْحَة بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد القَاضِي الْجَلِيل الإِمَام تَقِيّ الدّين أَبُو التقى الْهَاشِمِي الْجَعْفَرِي الزَّيْنَبِي ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسمع من ابْن الْبناء وَغَيره وَحدث وَكَانَ رَئِيسا نبيلاً عَارِفًا بالأدب ولي قَضَاء قوص مُدَّة وَله خطب ونظم ونثر وتصانيف قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين أبخس نَفسه بِنَظَر