أَحْمد بن مُوسَى بن يُونُس بن مُحَمَّد بن مَنْعَة بن مَالك بن مُحَمَّد بن سعد بن سعيد بن عَاصِم الإِمَام شرف الدّين أَبُو الْفضل ابْن الشَّيْخ كَمَال الدّين أبي الْفَتْح ابْن الشَّيْخ رَضِي الدّين أبي الْفضل الإربلي الأَصْل الْموصِلِي الْفَقِيه الشَّافِعِي تفقّه على وَالِده وبرع فِي الْمَذْهَب وَكَانَ إِمَامًا فَقِيها مفتياً مصنفاً عَاقِلا حسنا فِي سمته شرح كتاب التَّنْبِيه فأجاد وَاخْتصرَ الْإِحْيَاء للغزالي مرَّتَيْنِ وَكَانَ يلقِي الْإِحْيَاء دروساً من حفظه وَهُوَ غزير الْمَادَّة كثير الْمَحْفُوظ تخرج عَلَيْهِ جمَاعَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين بَعْدَمَا حكى مَا قرظه بِهِ ابْن خلكان شَرحه للتّنْبِيه يدل على توسطه فِي الْفِقْه وَقَالَ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين ابْن خلكان وَلَقَد كَانَ من محَاسِن الدُّنْيَا وَمَا أذكرهُ إِلَّا وتصغر الدُّنْيَا فِي عَيْني وَلَقَد أفكرت فِيهِ مرّة فَقلت هَذَا الرجل عَاشَ مدّة خلَافَة النَّاصِر الإِمَام أبي الْعَبَّاس أَحْمد فإنّه ولي الْخلَافَة سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة وَهِي السّنة الَّتِي ولد فِيهَا وَمَاتَا فِي سنة وَاحِدَة وَكَانَ مبدأ شُرُوعه فِي شرح التَّنْبِيه بإربل واستعار منّا)
نُسْخَة بالتنبيه عَلَيْهَا حواشٍ مفيدة بخطّ بعض الأفاضل ورأيته بعد ذَلِك وَقد نقل الْحَوَاشِي كلهَا فِي شَرحه والفاضل الَّذِي كَانَت النُّسْخَة والحواشي بِخَطِّهِ هُوَ الشَّيْخ رَضِي الدّين أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بن مظفّر بن غَانِم بن عبد الْكَرِيم الجيلي الشَّافِعِي الْمُفْتِي الْمدرس بالنظامية ببغداذ وَكَانَ من أكَابِر فضلاء عصره وصنف كتابا فِي الْفِقْه يدْخل فِي خَمْسَة عشر مجلداً وَعرضت عَلَيْهِ المناصب فَلم يفعل وَكَانَ متديناً وَقَالَ القَاضِي شمس الدّين فِي حق ابْن يُونُس مَا سَمِعت أحدا يلقِي الدُّرُوس مثله وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة