رَآهُ السلحدارية أخذُوا بِيَدِهِ وأجلسوه إِلَى جَانب الْأَمِير عز الدّين أيبك الْحَمَوِيّ نَائِب الشَّام فَسَأَلَ السُّلْطَان عَنهُ فَأخْبر أَنه قد عزل وتوهم الشَّيْخ أَن الْوَزير ابْن السلعوس عَزله فَاعْتَذر إِلَيْهِ السُّلْطَان وَقَالَ بلغنَا أَنَّك ضَعِيف فَقَالَ من صلى مائَة رَكْعَة بِأَلف قل هُوَ الله أحد يعجز عَن صَلَاة الْفَرْض يَعْنِي صَلَاة النّصْف فَلم يلتفتوا إِلَيْهِ وانكسر قلبه وهرب فِي هَذِه الْجُمُعَة حسام الدّين لاجين فاغتنم السُّلْطَان وَتوجه هُوَ والأمراء والعسكر فِي الْبَريَّة يفتشون عَلَيْهِ وَكَانُوا قد أطلعوا الْمِنْبَر إِلَى الميدان الْأَخْضَر فصلى الْخَطِيب موفق الدّين بالعوام وَالسُّلْطَان والعساكر مهججون فِي طلب حسام الدّين لاجين ثمَّ إِن السُّلْطَان عَاد بعد الْعَصْر يَوْم الْعِيد فنظم بعض الشُّعَرَاء الْكَامِل
(خطب الْمُوفق إِذْ تولى خطْبَة ... شقّ الْعَصَا بَين الْمُلُوك وفرقا)
(وَأَظنهُ أَن قَالَ ثَانِيَة غَدا ... دين الْأَنَام وشمله متمزقا)
)
ثمَّ إِن الْمُوفق طلب إِلَى حماة وَولى الْقَضَاء بهَا مُدَّة ثمَّ إِنَّه قدم دمشق متجفلاً من التتار فتوفى رَحمَه الله تَعَالَى بدرب القَاضِي سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة كَانَ من أهل الْخَيْر وَالدّين وَالصَّلَاح
٣ - (عز الدّين ابْن الْوَزير العلقمي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد)
عز الدّين أَبُو الْفضل ابْن الْوَزير ابْن العلقمي قَرَأَ الْقُرْآن والعربية على التقي حسن بن الباقلاني الحلى النَّحْوِيّ واللغة عَليّ رضى الدّين الصغاني وَكتب التقاليد عَن الْخَلِيفَة أَيَّام وَالِده وَله النّظم الْمُتَوَسّط كتب على كتاب مُعْجم الأدباء لياقوت الْحَمَوِيّ الطَّوِيل
(سَمَاء أنارت للفضائل أنجماً ... وبحر آثَار الدّرّ فَذا وتوأما)
(جلا أوجه الْآدَاب زهراً مضيئة ... فثقف عود الْعلم حَتَّى تقوما)
(آثَار خفيات الْفَضَائِل فأنثنى ... سناها مضيئاً بعد أَن كَانَ مظلماً)
(وَألف من بعد التَّفَرُّق شملها ... على أَن فِيهِ حسنها متقسما)
(تضمن أَسمَاء ينير بهَا الدجى ... وَيهْدِي بهَا الغاوي ويجلي بهَا الْعَمى)
٣ - (شمس الدّين ابْن الشِّيرَازِيّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد)
ابْن هبة الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن يحيى بن بنْدَار بن مميل الْفَارِسِي الشِّيرَازِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمزي شمس الدّين أَبُو نصر ابْن عماد الدّين الْكَاتِب ابْن أقضى الْقُضَاة شمس الدّين أبي نصر ولد سنة تسع وَعشْرين سمع من جده حضوراً ثمَّ سَمَاعا وَمن عَمه تَاج الدّين وَمن علم الدّين السخاوي وَالْعلم ابْن الصَّابُونِي والمؤتمن ابْن قميرة وَأبي اسحاق ابْن الخشوعي وبهاء الدّين ابْن الحميزي وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخ