للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالِي الْوُلَاة بالجهات الْقبلية كَانَ دينا خيرا)

صَارِمًا عفيف السِّيرَة لين الْجَانِب شَدِيدا على أهل الريب وَكَانَ وجيهاً عِنْد الْمُلُوك ولي فِي حَال شبابه أستاذدارية الصَّالح إِسْمَاعِيل وتنقلت بِهِ الولايات وَكَانَ الظَّاهِر بيبرس يعْتَمد على أَمَانَته وَهُوَ مسموع الْكَلِمَة عِنْده سَأَلَ قطع خبزه اخْتِيَارا مِنْهُ فعزل وَلزِمَ بَيته إِلَى أَن مَاتَ أول سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة دفن بسفح قاسيون

٣ - (الْأَمِير عز الدّين صَاحب صرخذ)

أيبك بن عبد الله المعظمي الْأَمِير عز الدّين صَاحب صرخذ اشْتَرَاهُ الْمُعظم عِيسَى سنة سبع وسِتمِائَة وترقى عِنْده حَتَّى جعله أستاذداره وَكَانَ يؤثره على أَوْلَاده وَلم يكن لَهُ نَظِير فِي حشمته ورياسته وَكَرمه وشجاعته ورأيه وعلو همته وَكَانَ يضاهي الْمُلُوك أقطعه الْمُعظم صرخذ وقلعتها وَلما توفّي الْمُعظم بَقِي فِي خدمَة وَلَده النَّاصِر دَاوُد وَلما حصر الْكَامِل كَانَ الْأَمِير عز الدّين هُوَ مُدبر الْحَرْب فَلَمَّا حصل الِاتِّفَاق على تَسْلِيم دمشق كَانَ هُوَ المتحدث فِي ذَلِك فَاشْترط للناصر من الْبِلَاد وَالْأَمْوَال مَا أرضاه ثمَّ شَرط لنَفسِهِ صرخذ وأعمالها وَسَائِر أملاكه بِدِمَشْق وَغَيرهَا وَأَن يسامح بِمَا يُؤْخَذ من المكوس على سَائِر مَا يَبِيع ويبتاع من سَائِر الْأَصْنَاف ويفسح لَهُ فِي الممنوعات وَأَن يكون لَهُ بِدِمَشْق حبس يحبس فِيهِ نوابه فَأُجِيب إِلَى ذَلِك جَمِيعه وَبَقِي على ذَلِك سَائِر الْأَيَّام الأشرفية والكاملية والصالحية الْعمادِيَّة إِلَى أول الْأَيَّام الصالحية النجمية فَحصل لَهُ وَحْشَة من الْملك الصَّالح أَيُّوب وَكَانَ مَعَ الخوارزمية لما كسروا على الْقصب سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة فَمضى إِلَى صرخذ وَامْتنع بهَا ثمَّ أخذت مِنْهُ صرخذ أَوَاخِر السّنة الْمَذْكُورَة وَأخذ إِلَى مصر واعتقل بدار صَوَاب وَكَانَ ابْنه إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور فِي الأباره وشى بِهِ إِلَى الصَّالح وَقَالَ إِن أَمْوَال أبي بعث بهَا إِلَى الحلبيين وَأول مَا نزل بهَا من صرخذ كَانَت ثَمَانِينَ خرجا وأودعها لشمس الدّين ابْن الْجَوْزِيّ وبلع الْأَمِير عز الدّين اجْتِمَاع وَلَده بالصالح فَمَرض وَوَقع إِلَى الأَرْض وَقَالَ هَذَا آخر عهدي يالدنيا وَلم يتَكَلَّم بعْدهَا حَتَّى مَاتَ وَدفن ظَاهر الْقَاهِرَة بِبَاب النَّصْر سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَقيل سنة سبع وَأَرْبَعين ثمَّ نقل بعد ذَلِك إِلَى الْقبَّة الَّتِي بناها إِبْرَاهِيم برسم دَفنه فِي الْمدرسَة الَّتِي أَنْشَأَهَا على شرف الميدان ظَاهر دمشق من جِهَة الشمَال ووقفها على أَصْحَاب أبي حنيفَة وَله مدرسة أُخْرَى بالكجك

٣ - (أيبك الميوي)

)

أيبك بن عبد الله عز الدّين المحيوي مَمْلُوك الصاحب محيي

<<  <  ج: ص:  >  >>