(وَيحك يَا أيري أما تَسْتَحي ... تخجلني مَا بَين جلاسي)
(تطلع من طوقي كَذَا عَامِدًا ... تنكس الْعمة عَن راسي)
وَمن شعر أبي هِلَال قَوْله من الْكَامِل
(شوقي إِلَيْك وَإِن نأيت شَدِيد ... شوقٌ عَليّ بِهِ الْإِلَه شَهِيد)
(طُوبَى لمن أَمْسَى يراك بِعَيْنِه ... وتراه عَيْنك إِنَّه لسَعِيد)
وَمِنْه من الْخَفِيف
(لَا يَغُرنكُمْ علو لئيم ... فعلوٌ لَا يسْتَحق سفال)
(فارتفاع الغريق فِيهِ فضوحٌ ... وعلو المصلوب فِيهِ نكال)
وَمن شعر أبي هِلَال العسكري قَوْله من الْبَسِيط
(مَا بَال نَفسك لَا تهوى سلامتها ... وَأَنت فِي عرض الدُّنْيَا ترغبها)
(دارٌ إِذا جَاءَت الآمال تعمرها ... جَاءَت مُقَدّمَة الْآجَال تخربها)
(أَرَاك تطلب دنيا لست تدركها ... فَكيف تدْرك أُخْرَى لست تطلبها)
وَمِنْه من الْخَفِيف
(بركوب المقبحات جهارا ... يفْسد الجاه والمروءة تخرب)
(فَاجْعَلْ الْجد بِالنَّهَارِ شعاراً ... واله بِاللَّيْلِ مَا بدا لَك والعب)
(كم تسربلت من رِدَاء ظلامٍ ... ضحك اللَّهْو مِنْهُ إِذْ هُوَ قطب)
(وَرَأَيْت الهموم بِاللَّيْلِ أدهى ... وكذاك السرُور بِاللَّيْلِ أعذب)
)
قلت أحسن من هَذِه الْقطعَة مَا كتب بِهِ يحيى بن خَالِد الْبَرْمَكِي إِلَى ابْنه الْفضل بن يحيى وَقد بلغه الانهماك على اللَّذَّات بِالنَّهَارِ وَهُوَ انصب نَهَارا لطلب الْعلَا
٣ - (الْأَمِير ابْن أبي حَصِينَة)
الْحسن بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الْجَبَّار بن أبي حَصِينَة الْأَمِير أَبُو الْفَتْح السّلمِيّ المعري
توفّي رَحمَه الله سنة سِتّ أَو سبع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة بحلب ومولده قبل التسعين
مدح الْأَمِير أَسد الدولة أَبَا صَالح عَطِيَّة بن صَالح بن مرداس بقصيدة أَولهَا من الطَّوِيل
(سرى طيف هندٍ والمطي بِنَا تسري ... فأخفى دجى ليلِي وَأبْدى سنا فجري)
مِنْهَا من الطَّوِيل
(خليلي فَكَأَنِّي من الْهم واركبا ... فجاج الموامي الغبر فِي النوب الغبر)