(كبرتُ وَجَاء الشيبُ والضعفُ والبلى ... وكلُّ امرئٍ يَبلى إِذا عَاشَ مَا عشتُ)
(أقولُ وَقد جاوزتُ تسعين حِجّةً ... كأنْ لم أكن فِيهَا وليداً وَقد كنتُ)
(وأنكرتُ لمّا أَن مضى جُلُّ قوّتي ... وتزدادُ ضعفا قوتي كلما زِدْتُ)
(كَأَنِّي إِذا أسرعتُ فِي الْمَشْي واقفٌ ... لقرب خُطًى مَا مسَّها قِصَرٌ وقتُ)
(وصرتُ أَخَاف الشَّيْء كَانَ يخافني ... أُعَدُّ من الْمَوْتَى لضعفي وَمَا مُتُّ)
(وأسهر من برد الْفراش وَلينه ... وَإِن كنتُ بَين الْقَوْم فِي مجلسٍ نمتُ)
٣ - (ابْن المنجِّم)
عَليّ بن مُفرِّج الْأَمِير نشءُ الْملك الْمَعْرُوف بِابْن المنجِّم أَبُو الْحسن المعرِّي الأَصْل المصريُّ الدَّار والوفاة وَمن شعره
(وظبيٍ فَوق وجنته ضِرامٌ ... وَفِي قلبِي لَهُ أثرُ الحريقِ)
(وَقد دبَّ العِذارُ بِهِ فلمّا ... أحسَّ النارَ عاجَ عَن الطريقِ)
(ومالَ بهَا إليَّ فقلتُ كلاّ ... فَبِرُّك بِي أشدُّ من العُقوقِ)
(فخمرٌ لم تخالط قطُّ كفّي ... وَلَا عَقْلِي وَلَا سكنتْ عُروقي)
(فَقَالَ لقد شربتَ فَقلت كلاّ ... مَتى ذَا قَالَ حِين رشفتَ ريقي)
نقلت من خطّ شهَاب الدّين القوصي فِي مُعْجَمه قَالَ أَنْشدني رشيد الدّين عمر بن مظفر الفُوّي قَالَ أَنْشدني ابْن المنجّم لنَفسِهِ فِي النفيس القُطْرُسي وَقد أنْشد مرثيةً لبَعض بني عُثْمَان فِي وسط العزاء بِمصْر يتهكَّم عَلَيْهِ
(حسبُكَ يَا قُطْرُسيُّ مَرْثيةً ... سارتْ مسير النُّجُوم فِي الفَلَكِ)
(أضحكتَ من ختمة العزاء بهَا ... أضعافَ مَا نيحَ قَلبهَا وبُكي)
(وأبلغُ الناسِ فِي العزاء فَتى ... بدَّل فِيهِ البكاءَ بالضَّحِكِ)
قَالَ وأنشدني ابْن المنجم فِي ابْن رَجَاء الْعَاقِد وَقد ولاّه الْحَاكِم الْعُقُود بِمصْر)
(يَا ابْن رجاءٍ غير أنَّ نقطته ... من فوقُ والراءُ مِنْهُ فِي الوسطِ)