من الخلاعة وَالْتزم بالأشغال وَالْعلم وَالصَّلَاح وَدخل إِلَى مصر وَحضر الدُّرُوس وَكَانَ يعرف شَيْئا من الموسيقى
وَمن شعره فِيمَن وَقع على نصفيته حبر من الْكَامِل
(جَاءَ الْبَهَاء إِلَى الْعُلُوم مبادراً ... مَعَ مَا حوى من أجره وثوابه)
(ملئت صحائفه بَيَاضًا ساطعاً ... غَار السوَاد فشن فِي أثوابه)
وَمِنْه من الْكَامِل
(إِن المليحة والمليح كِلَاهُمَا ... حضرا ومزمارٌ هُنَاكَ وعود)
(وَالرَّوْض فتحت الصِّبَا أكمامه ... فَكَأَنَّهُ مسك يفوح وعود)
(ومدامة تجلو الهموم فبادروا ... واستغنموا فرص الزَّمَان وعودوا)
٣ - (أَبُو مُحَمَّد بن الصابي الْكَاتِب)
الْحسن بن هِلَال بن مُحَمَّد بن هِلَال بن المحسِّن بن إِبْرَاهِيم بن الصابي أَبُو مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن بن أبي الْحسن الْكَاتِب الْبَغْدَادِيّ من بَيت رياسة وبلاغة وَكِتَابَة كَانَ وَالِده يعرف بالأشرف
سمع أَبَا غَالب مُحَمَّد بن الْحسن الْبَقَّال وَأَبا بكر أَحْمد بن عَليّ بن بدران الْحلْوانِي وَأَبا الْغَنَائِم مُحَمَّد بن عَليّ بن مَيْمُون النَّرْسِي وَغَيرهم وَسمع مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بن الخشاب
قَالَ محب الدّين بن النجار وَحدثنَا عَنهُ أَبُو مُحَمَّد بن الْأَخْضَر وَكَانَ أديباً فَاضلا يَقُول الشّعْر توفّي سنة خمس وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
وَمن شعره من الطَّوِيل
(وَقَالُوا كريمٌ والأقاويل جمة ... وأكثرها يَا جاهلون سقيم)
(كَمَا قيل فِي أَرض الْهَلَاك مفازةٌ ... وَقيل لملدوغ الصلال سليم)
قلت يشبه قَول إِبْرَاهِيم الْغَزِّي يهجو من الوافر
(كَمَال سميرمٍ للْملك نقصٌ ... كَمَا سميت مهلكةً مفازه)
(لَئِن رفعت محلته اللَّيَالِي ... فكم رفعت على كتفٍ جنازه)
)
٣ - (الْحسن بن وصيف)
الْحسن بن وصيف مولى عَليّ بن الجهم الشَّاعِر كَانَ قد رباه مَوْلَاهُ وَرَوَاهُ شعره وروى عَنهُ مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح