الْهزْل مجاميع مطبوعة وأسنّ وَعجز عَن الْحَرَكَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَمن شعره
(قديتُ مَن فِي وَجههَا سُنّة ... أشهَى إِلَى قلبِي من الفَرض)
(تنسى عُهوداً سَلفت بَيْننَا ... كَأَنَّمَا قد أكلَت قَرصي)
اشار إِلَى أَن أكلَ الطَّعَام الَّذِي أكل مِنْهُ الفأرُ يروِث النسْيَان فِيمَا يزعمه اصحاب التجارب وَحسن هَذَا لأنّ اسْمه الجُرَذ وَمِنْه
(أَلا قبح الله هذي الْوُجُوه ... وبدّ لنا غيرُها أوجُها)
(فَلَا أُفقُها مؤذِنٌ بالنَّدى ... وَلَا بالعُلى مُؤذِنٌ اوجُها)
وَمِنْه قَوْله فِي ابْن دينارٍ كَاتب الْوَزير وَكَانَ أَحَالهُ عَلَيْهِ فمَطَلَه
(مولايَ فِي مَنركُمُ كاتبٌ ... يزيدُ فِي ظُلمي غفراطا)
(مُضَيِّعٌ لِلْمَالِ لكنه ... أضحى على شؤمي مُحتاطا)
(ظنّ اباه من عطاياك ... لي فَلَيْسَ يعطيني قيراطا)
وَمِنْه فِي ذمّ الغَيم
(مَا أقبحَ الغيمَ وَلَو أَنه ... يُمطِرُنا دُرا وياقوتا)
(فَكيف والآفاق مغبّرةٌ ... شوهاء لَا مَاء وَلَا قوتا)
وَمِنْه
(نَفضُ التُّرَاب عقوقٌ عَن مناكبنا ... لِأَنَّهُ نَسَبُ الآباءِ فِي القِدَم)
٣ - (أَبُو الْقَاسِم السكاكيني)
هبة الله بن الْحسن بن المظفر بن الْحسن بن السبط ابو الْقَاسِم الهمذاني البغدادين من أَوْلَاد المحثين حدث هُوَ وَأَبوهُ وجدّه أسمعهُ وَالِده فِي صباه تبكيراً وعُمِّر حَتَّى حدث بالكثير وَانْفَرَدَ بِأَكْثَرَ مسموعاته وانتشرت الرِّوَايَة عَنهُ وَكَانَ شَيخا ذكياً فهما متأدباً حُفظةً للحكايات والأشعار والنوادر وَكَانَ فِي شبابه يعْمل السكاكين وآلات الْكِتَابَة صناعَة بديعةً عمل)
شطرنجاً كَامِلا من عاج وآبنوس وَزنُه حَبتان وأرزَّة وَكَانَ يَنْقُلهُ بشِفتِ الصَّائِغ لِأَن الأنامل تعجِز عَن نَقله وَكَانَ مثل الخَردَل وأشكاله ظاهرةٌ وأهداد لبنَفشا مولاة المستضيء بِاللَّه ثمَّ كبر وافتقر فَسَاءَتْ حَاله وَصَارَ قذِراً وَسِخاً لَا يستنزِه عَن النَّجَاسَات قَالَ محب الدّين بن النجار وَلم يكن فِي دينه بِذَاكَ وَكَانَ عسِراً فِي التحديب