(دنَتْ وظلال الْمَوْت بيني وَبَينهَا ... وجادتْ بوصلٍ حِين لَا ينفع الوصلُ)
وَكَانَ لَهُ رَضِي الله عَنهُ غناء فِي الرِّدَّة وَلما أخرج الكنديون عَن الرِّدَّة ليقتلوا وثب على عَمه ليَقْتُلهُ فَقَالَ لَهُ عَمه وَيحك يَا امْرأ الْقَيْس أتقتل عمك وَقَالَ أَنْت عمي وَالله رَبِّي وَقَتله وَهُوَ الْقَائِل من الوافر
(أَلا أبِلغْ أَبَا بكرٍ رَسُولا ... وأبلغها جَمِيع المسلمينا)
(فَلَيْسَ مجاوراً بَيْتِي بُيُوتًا ... بِمَا قَالَ النبيّ مكذِّبينا)
)
(وَلَا متبدٍّلاً بِاللَّه ربّاً ... وَلَا متبدٍّلاً بِالدّينِ دينا)
وَهُوَ الْقَائِل من الْكَامِل المرفل
(قِفْ بالديار وَأَنت حابسْ ... وتأنْ إنّك غير آنِسْ)
(مَاذَا عَلَيْك من الوقو ... ف بهامِد الطَلَلَين دارسْ)
(لعِبَتْ بهنّ العاصفا ... تُ الرائحاتُ من الروامسْ)
(يَا رُبَّ باكيةٍ عَلَيَّ ... ومنشدٍ لي فِي المجالسْ)
(لَا تعجْبوا إِن تسمعوا ... هلك امْرُؤ الْقَيْس بن عابسْ)
٣ - (الْكَلْبِيّ الصَّحَابِيّ)
امْرُؤ الْقَيْس بن الْأَصْبَغ بالغين الْمُعْجَمَة الْكَلْبِيّ من بني عبد الله من كلب بن وبرة بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَاملا على كلب فِي حِين إرْسَاله عماله على قضاعة فَارْتَد بَعضهم وَثَبت امْرُؤ الْقَيْس على دينه وَهُوَ خَال أبي سَلمَة ابْن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَكَانَ الْأَصْبَغ زعيم قومه وَرَئِيسهمْ
٣ - (الْكَلْبِيّ)
امْرُؤ الْقَيْس بن عدي الْكَلْبِيّ قَالَ عَوْف بن خَارِجَة إِنِّي لعِنْد عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ فِي خِلَافَته إِذْ أقبل رجل أفحج أجلى أمعر يتخطى رِقَاب النَّاس حَتَّى قَامَ بَين يَدي عمر فحياه بِتَحِيَّة الْخلَافَة فَقَالَ لَهُ عمر مِمَّن أَنْت قَالَ أَنا امْرُؤ نَصْرَانِيّ وَأَنا امْرُؤ الْقَيْس بن عدي الكبي فَلم يعرفهُ عمر فَقَالَ رجل هَذَا صَاحب بكر بن وَائِل الَّذِي أغار عَلَيْهِم فِي الْجَاهِلِيَّة يَوْم فلج قَالَ فَمَا تُرِيدُ قَالَ أُرِيد الْإِسْلَام فعرضه عَلَيْهِ عمر فَقبله ثمَّ دَعَا لَهُ بِرُمْح فعقد لَهُ على من أسلم بِالشَّام من قضاعة فَأَدْبَرَ الشَّيْخ واللواء يَهْتَز على رَأسه قَالَ عَوْف فو الله مَا رَأَيْت رجلا لم يصل لله رَكْعَة قطّ أَمر على جماعةٍ من الْمُسلمين قبله ونهض عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ من الْمجْلس وَمَعَهُ ابناه حسن وحسين عَلَيْهِمَا السَّلَام حَتَّى أدْركهُ فَأخذ بثيابه فَقَالَ يَا عَم أَنا عَليّ بن أبي طَالب ابْن عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصهره وَهَذَانِ ابناي من ابْنَته وَقد رغبنا فِي صهرك فأنكحنا فَقَالَ قد أنكحتك يَا عَليّ المحياة بنت امْرِئ