الشَّافعيّ كَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ والفرائض وَالْخلاف اشْتغل بِبَغْدَاد على الكيا الهرّاسي وَابْن الشَّاشِي وَلَقي عدَّة من أشياخها
وَرجع إِلَى إربل وَبنى لَهُ بهَا الْأَمِير أَبُو مَنْصُور شرفتكين الزَّيني صَاحب إربل مدرسة القلعة
ودرَّس فِيهَا زَمَانا وَهُوَ أول من درَّس بإربل وَله تصانيف حسان كَثِيرَة فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَله كتاب ذكر فِيهِ ستّاً وَعشْرين خطْبَة للنبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكلهَا مُسندَة وانتفع بِهِ خلق وَكَانَ صَالحا زاهداً وزعاً متقلِّلاً وممَّن تخرَّج عَلَيْهِ ضِيَاء الدّين أَبُو عمر وَعُثْمَان بن عِيسَى بن دراس الهذباني شَارِح المهذّب وَابْن أَخِيه عز الدّين أَبُو الْقَاسِم نصر بن عيل وَغَيرهمَا وولادته سنة ثمانٍ وَسبعين وَأَرْبع مائَة ووفاته سة سبعٍ وَسِتِّينَ وَخمْس مائةٍ بإربل
٣ - (عماد الدّين بن دبُّوقا)
الْخضر بن سعد الله بن عِيسَى بن حيش عماد الدّين الرَّبعيّ الْمَعْرُوف بِابْن دبُّوقا أديب كَاتب حسن الْعشْرَة كتب الْإِنْشَاء للمشدِّ عَلَاء الدّين الشقيريّ وَولي مشارفة بعلبك ونكب وصودر)
وَله شعر روى عَن البلداني وَسمع مِنْهُ البرزالي وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَثَمَانِينَ وست مائَة وَمن شعره من الْكَامِل
(أَتَرَى الَّذِي أَحْسَنت فِيهِ يقيني ... بالوصل يَوْمًا من جفاه يقيني)
(ظبيٌ من الْأَعْرَاب تبريني ظبى ... ألحاظه لَا من ظبا يبرين)
(يَا بدر كَيفَ سكنت قلباً خافقاً ... أسمعت قطُّ بخافقٍ مسكون)
(أسخطت حسّادي عَلَيْك لأجل مَا ... علمُوا بأنّ سواك لَا يرضيني)
(يَا غُصْن بَان مذ تثنَّى مايساً ... هَاجَتْ عَلَيْهِ بلابلي وشجوني)
(وَلكم سلبت قُلُوبنَا وعقولنا ... بفتور سحرٍ من فتون عُيُون)
(كن كَيفَ شِئْت فَأَنت دائي والدوا ... وهواك دنياي وخالص ديني)
(أَتَرَى أَرَاك مواصلي بعد الجفا ... يَوْمًا وأقضي من رضاك ديوني)
(وعليَّ ذَاك الْيَوْم شكران الرِّضى ... روحي وَمَا حكمت عَلَيْهِ يَمِيني)
كتب إِلَيْهِ الشَّيْخ مجد الدّين بن الظّهير الإربليّ ملغزاً من مجزوء الْخَفِيف
(إسم من قد هويته ... ظاهرٌ غير طَاهِر)