الْفَقِيه الشَّافِعِي من أهل الْموصل وَهُوَ أنباري الأَصْل قدم بغذاذ وَابْن الشهرزوري قَاضِي الْقُضَاة ببغذاذ وَكَانَت لَهُ بِهِ معرفَة فضمّه إِلَيْهِ وولاه نِيَابَة الْقَضَاء بحريم دَار الْخلَافَة وَمَا يَليهَا وَأقَام على ذَلِك مُدَّة وَجَرت أَحْكَامه على السداد وَكَانَ نزهاً دينا لَهُ معرفَة حَسَنَة بالفقه وَلما عزل القَاضِي عزل وسافر وَتُوفِّي بالموصل سنة إِحْدَى وسِتمِائَة
٣ - (ابْن أبي سَلمَة الْكَاتِب)
أَحْمد بن نصر أَبُو بكر ابْن أبي سَلمَة الْكَاتِب ذكر الصولي أَنه كَانَ ابْن أُخْت أَحْمد بن يُوسُف وَزِير الْمَأْمُون وَكَانَ شَاعِرًا مليح الْأَلْفَاظ دَقِيق الفطنة وَهُوَ الْقَائِل
(معتدل الْقَامَة مثل الْقَضِيب ... يَهْتَز فِي لينٍ وحسنٍ وَطيب)
(يعذلني فِيهِ جَمِيع الورى ... كأنني جِئْت بأمرٍ عَجِيب)
)
(أظنُّ نَفسِي لَو تعشقتها ... بليت فِيهَا بملام الرَّقِيب)
وَله أَيْضا
(دع الصبّ يصلى بالأذى من حَبِيبه ... فكلُّ أَذَى مِمَّن يحبُّ سرُور)
(غُبَار قطيع الشَّاء فِي عين ذيبها ... إِذا مَا تَلا آثارهنَّ ذرور)
وَقَالَ أَيْضا
(آه ويلي على الشَّبَاب وَفِي أيّ ... زمانٍ فقدت شرخ الشَّبَاب)
(حِين مَاتَ الغيور وارتحض المه ... ر وَزَالَ الْحجاب عَن كلّ بَاب)
٣ - (أَبُو عبد الله الْمروزِي الْخُزَاعِيّ)
أَحْمد بن نصر بن مَالك أَبُو عبد الله الْخُزَاعِيّ الْمروزِي البغداذي كَانَ جدّه مَالك بن الْهَيْثَم أحد نقباء بني الْعَبَّاس فِي ابْتِدَاء الدولة وَكَانَ أَحْمد شَيخا جَلِيلًا أمّاراً بِالْمَعْرُوفِ من أَوْلَاد الْأُمَرَاء سمع من مَالك وَحَمَّاد بن زيد وَغَيرهمَا
حمله إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَمَعَهُ جمَاعَة إِلَى سرِّ من رأى مقيَّدين فَجَلَسَ لَهُم الواثق وَقَالَ لَهُ دع مَا أخذت لَهُ مَا تَقول فِي الْقُرْآن فَقَالَ كَلَام الله قَالَ أفمخلوق هُوَ قَالَ كَلَام الله قَالَ أفترى رَبك فِي الْقِيَامَة قَالَ كَذَا جَاءَت الرِّوَايَة قَالَ وَيحك يرى كَمَا يرى الْمَحْدُود المجسَّم ويحويه مَكَان ويحصره النَّاظر أَنا كفرت بربٍ هَذِه صفته مَا تَقولُونَ فِيهِ قَالَ عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق وَكَانَ