للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وَنَجَا من العُذال مِنْهَا هَارِبا ... وَأقَام عِنْدِي كاشحٌ وعَذول)

٣ - (أوحد الزَّمَان الطَّبِيب)

هبة الله بن عَليّ بن مَلكا أَبُو البركات الطَّبِيب الْفَاضِل كَانَ يَهُودِيّا وَسكن بَغْدَاد وَأسلم فِي آخر عُمره خدم المستنجد وَدخل يَوْمًا على الْخَلِيفَة فَقَامَ الْحَاضِرُونَ سِوى قَاضِي الْقُضَاة فَإِنَّهُ لم يقُم لَهُ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن كَانَ القَاضِي لم يُوَافق الْجَمَاعَة لِكوني على غيرِ ملتِه فَأَنا اُسلِم وَلَا يَنقِصني فَأسلم وَكَانَ لَهُ اهتمامٌ بالغٌ فِي الْعُلُوم وفطرةٌ فائقة وَكَانَ مبدأ)

تعلمه الطبَّ أَن أَبَا الْحسن سعيد بن هبة الله كَانَ لَهُ تصانيفُ وتلامذةٌ وَكَانَ لَا يُقرىء يَهُودِيّا وَكَانَ أوحد الزَّمَان يَشْتَهِي أَن يقْرَأ عَلَيْهِ وَثقل عَلَيْهِ بِكُل طريقٍ فَمَا مَكَّنه وَكَانَ يتخادم للبواب وَيجْلس فِي الدهليز فَلَمَّا كَانَ بعد سنةٍ جرت مَسْأَلَة وَبَحَثُوا فِيهَا وَلم يتّجه لَهُم عَنْهَا جوابٌ فَدخل وخدم الشَّيْخ وَقَالَ يَا سيدنَا بإذنك أَتكَلّم فَقَالَ قل فَأجَاب بشيءٍ من كَلَام جالينوس وَقَالَ يَا سيدنَا هَذَا جرى فِي الْيَوْم الْفُلَانِيّ فِي ميعاد فلَان فاستعلم حَاله فأوضحه فَقَالَ إِذا كنتَ كَذَا فَمَا نَمنَعُك فقرَّبَه وَصَارَ من أجلّ تلامذته وَكَانَ فِي بَغْدَاد مريضٌ بالمالنخوليا يعتقِدُ أَن رَأسه دَنّاً وأنّه لَا يُفَارِقهُ فيتحايد السُّقوفَ القصيرةَ ويُطَأطىء رأسَه فأحضرَه أَبُو البركات عِنْده وَأمر غلامَه أَن يرمِي دَنَّا بِقرب رَأسه وَأَن يضْربهُ بخشبةٍ يكسرهُ فَزَالَ بذلك الوَهمُ عَن الرجل وعُوفي وأصرَّ أَبُو البركات فِي آخر عمره وَكَانَ يُملي على الْجمال بن فضلان وعَلى ابْن الدهان المنجم وعَلى يُوسُف وَالِد عبد اللَّطِيف وعَلى الْمُهَذّب النقاش كتاب المعتبَر وَهُوَ كتاب جيد وَله مقَالَة فِي سَبَب ظُهُور الْكَوَاكِب لَيْلًا وخفائها نَهَارا واختصار التشريح وَكتاب القارباذين ومقالة فِي الدَّواء الَّذِي أَلفه وسمّاه بَرشَعثاً ورسالة فِي الْعقل وَغير ذَلِك وَمن تلامذته المهذَّب بن ميل وَتُوفِّي فِي حُدُود الستيّن وَخَمْسمِائة وَقد مرَّ ذِكرٌ فِي تَرْجَمَة ابْن التلميذ هبة الله بن صاعد وعاش ثَمَانِينَ سنة وَكَانَ كثيرا مَا يلعَنُ اليهودَ فَقَالَ مرّة بِحُضُور ابْن التلميذ لعن الله الْيَهُود فَوَجَمَ لذَلِك وَعرف أَنه عناهُ

٣ - (مجد الدّين أستاذ دَار ابْن الصاحب)

هبة الله بن عَليّ بن هبة الله بن مُحَمَّد بن الْحسن مجد الدّين أَبُو الْفضل بن الصاحب أُستاذ دَار المستضيء بِأَمْر الله انْتَهَت غليه الرِّئَاسَة فِي زَمَانه وَولي حجابة الْبَاب فِي أَيَّام المستنجد وَبلغ رُتبة الوزراء ووُلي وعُزِل وماج الرفضُ فِي أَيَّامه وشَمَخَت المبتدِعة وَلما بُويِعَ النَّاصِر قرّبه وحكّمه فِي الْأُمُور ثمَّ إِن بعض النَّاس سعى

<<  <  ج: ص:  >  >>