٣ - (الْأَمِير فتح الدّين)
حسن بن كرّ الْأَمِير الْكَبِير فتح الدّين الْبَغْدَادِيّ من أكبر الزعماء كَانَ مَوْصُوفا بِالْكَرمِ والشجاعة وأصالة الرَّأْي مَا أكل شَيْئا إِلَّا تصدق بِمثلِهِ وَكَانَ يحب الْفُقَرَاء اسْتشْهد فِي ملتقى هولاكو سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة
٣ - (أَبُو الْعَالِيَة الشَّامي)
الْحسن بن مَالك أَبُو الْعَالِيَة الشَّامي مولي العميين وَبَنُو الْعم قومٌ من فَارس نزلُوا الْبَصْرَة فِي بني تَمِيم أَيَّام عمر بن الْخطاب وَأَسْلمُوا وغزوا مَعَ الْمُسلمين فحمدوا بلاءهم فَقَالُوا لَهُم أَنْتُم وَإِن لم تَكُونُوا من الْعَرَب إخوتنا وأهلنا وَأَنْتُم الْأَنْصَار وَبَنُو الْعم فلقبوا بذلك
وَنزل أَبُو الْعَالِيَة الْبَصْرَة ثمَّ قدم بَغْدَاد فأدب الْعَبَّاس بن الْمَأْمُون
وَكَانَ أديباً شَاعِرًا راويةً من أَصْحَاب الْأَصْمَعِي وَكَانَ إِذا جَالس الْأَصْمَعِي أَو غَيره وَتكلم مَعَه انتصف مِنْهُ وَزَاد عَلَيْهِ
وَمن شعره من الطَّوِيل
(وَلَو أنني أَعْطَيْت من دهري المنى ... وَمَا كل من يعْطى المنى بمسدد)
(لَقلت لأيامٍ مضين أَلا ارجعي ... وَقلت لأيام أتين أَلا ابعدي)
حدث الْمبرد قَالَ قَالَ الجماز لأبي الْعَالِيَة كَيفَ أَصبَحت قَالَ أَصبَحت على غير مَا يحب الله وَغير مَا أحب أَنا وَغير مَا يحب إِبْلِيس لِأَن الله عز وَجل يحب أَن أطيعه وَلَا أعصيه وَلست كَذَلِك وَأَنا أحب أَن أكون على غير الْجدّة والثروة وَلست كَذَلِك وإبليس يحب أَن أكون منهمكاً فِي الْمعاصِي وَاللَّذَّات وَلست كَذَلِك
وَمن شعره من المنسرح
(أَذمّ بَغْدَاد وَالْمقَام بهَا ... من بعد مَا خبْرَة وتجريب)
)
(مَا عِنْد سكانها لمختبطٍ ... رفدٌ وَلَا فرجةٌ لمكروب)
(قومٌ مواعيدهم مطرزةٌ ... بزخرف القَوْل والأكاذيب)
(خلوا سَبِيل الْعلَا لغَيرهم ... ونازعوا فِي الفسوق وَالْحوب)