الأفاضل وفخر الْمَشَايِخ الأديب أَبُو الْحسن العِمراني الْخَوَارِزْمِيّ مَاتَ سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة تَقْرِيبًا قَرَأَ الْأَدَب على الزَّمَخْشَرِيّ وَصَارَ من أكبر أَصْحَابه لَا يُشَقُّ لَهُ غُبَار فِي حسن الْخط وَاللَّفْظ سمع من الزَّمَخْشَرِيّ وَالْإِمَام عمر التَّرْجُماني وَالْحسن بن سُلَيْمَان الخُجَنْدي وَعبد الْوَاحِد الباقَرْحي وَغَيرهم وَكَانَ ولوعاً بِالسَّمَاعِ كَتوباً وَكَانَ مَعَ الْعلم الغزير الوافر فِيهِ دين وَصَلَاح وزهادة وَكَانَ يذهب مَذْهَب الرَّأْي وَالْعدْل
وَمن تصانيفه كتاب الْمَوَاضِع والبلدان وَكتاب اشتقاق الْأَسْمَاء كتاب تَفْسِير الْقُرْآن وَمن شعره
(رأيتكَ تدّعي علم العَروضِ ... كأنَّك لست مِنْهَا فِي عَروضِ)
(فكم تُزري بشعرٍ مستقيمٍ ... صحيحٍ فِي مَوَازِين العَروضِ)
(كَأَنَّك لم تُحِطْ مذ كنت علما ... بمخبون الضُّروب وَلَا العَروضِ)
وَمِنْه قصيدة مدح بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
(أَضَاء برقٌ وسجفُ اللَّيْل مسدولُ ... كَمَا يُهزُّ الْيَمَانِيّ وَهُوَ مصقولُ)
(فهاج وجدي بسُعْدى وَهِي نائيةٌ ... عنِّي وقلبيَ بالأشواق متبولُ)
(لم يبقَ لي مذ تولَّى الظعنُ باكرةً ... صبرٌ وَلم يبْق لي قلبٌ ومعقول)
(مهما تذكَّرتها فاض الجمانُ على ... خدَّيَّ حتَّى نِجادُ السيفِ مبلولُ)
)
٣ - (الْحَافِظ الشارّي)
عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى الصدرُ الْحَافِظ أَبُو الْحسن الغافقي السَّبْتي الشارّي نزيل مالَقة والشارَّة بشرق الأندلس وَهِي بالشين مُعْجمَة وَبعد الْألف رَاء مشدَّدة كَذَا وَجدتهَا مقيَّدة ولد سنة إِحْدَى وَسبعين وَخمْس مائَة وتوفِّي سنة تسع وَأَرْبَعين وست مائَة
وَسمع الْكثير من أبي مُحَمَّد عبيد الله وشارك فِي عدَّة فنون مَعَ الشّرف والحشمة والمروءة الظَّاهِرَة واقتنى من الْكتب شَيْئا كثيرا وحصَّل الْأُصُول العتيقة وروى الْكثير وَكَانَ محدِّث تِلْكَ النَّاحِيَة
٣ - (ضِيَاء الدّين البالِسي)
عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور بن