سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَله تَرْجَمَة طَوِيلَة فِي تَارِيخ دمشق وَفِي الْحِلْية وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ
يحْكى أَن الرشيد قَالَ لَهُ يَوْمًا مَا أزهدك فَقَالَ لَهُ أَنْت أزهد مني فَقَالَ وَكَيف ذَلِك قَالَ لِأَنِّي زهدت فِي الدُّنْيَا وَأَنت زهدت فِي الْآخِرَة وَالدُّنْيَا فانية وَالْآخِرَة بَاقِيَة
وَقيل إِنَّه قَالَ يَوْمًا لأَصْحَابه فِي رجل فِي كمه ثَمَر وَيقْعد على رَأس الكنيف فيطرحه فِيهِ ثَمَرَة ثَمَرَة قَالُوا هُوَ مَجْنُون قَالَ وَالَّذِي يطرحه فِي بَطْنه حَتَّى يحشوه أجن مِنْهُ فَإِن هَذَا الكنيف يمْلَأ من هَذَا الكنيف
وَمن كَلَامه إِذا أحب الله عبدا أَكثر غمه وَإِذا أبْغض عبدا وسع عَلَيْهِ دُنْيَاهُ
وَقَالَ لَو أَن الدُّنْيَا بحذافيرها عرضت عَليّ لَا أحاسب عَلَيْهَا لَكُنْت أتقذرها كَمَا يتقذر أحدكُم من الجيفة يمر بهَا أَن تصيب ثَوْبه
وَقَالَ ترك الْعَمَل لأجل النَّاس هُوَ الرِّيَاء وَالْعَمَل لأجل النَّاس هُوَ الشّرك
وَقَالَ إِنِّي لأعصي الله فأعرف ذَلِك من خلق غلامي وَقَالَ لَو كَانَت لي دَعْوَة مجابة لم أجعلها إِلَّا فِي إِمَام لِأَنَّهُ إِذا صلح الإِمَام أَمن الْعباد
وَقَالَ لِأَن يلاطف الرجل أهل مجليه وَيحسن خلقه مَعَهم خير لَهُ من قيام ليله وَصِيَام نَهَاره
وَقَالَ أَبُو عَليّ الرَّازِيّ صَحِبت الفضيل ثَلَاثِينَ سنة فَمَا رَأَيْته ضَاحِكا وَلَا مُبْتَسِمًا إِلَّا يَوْم مَاتَ ابْنه فَقلت لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ إِن الله أحب لي أمرا فَأَحْبَبْت ذَلِك الْأَمر
وَكَانَ وَلَده الْمَذْكُور شَابًّا سرياً من كبار الصَّالِحين وَهُوَ مَعْدُود فِي جملَة من قتلته محبَّة الْبَارِي تَعَالَى وَقَالَ ابْن خلكان وهم مذكورون جمَاعَة فِي جُزْء سمعناه قَدِيما وَلَا أذكر الْآن من مُؤَلفه
وَكَانَ عبد الله بن الْمُبَارك يَقُول إِذا مَاتَ الفضيل ارْتَفع الْحزن من الدُّنْيَا
٣ - (أَبُو كَامِل الجحدري)
فُضَيْل بن الْحُسَيْن بن طَلْحَة أَبُو كَامِل الجحدري)
روى عَنهُ البُخَارِيّ تَعْلِيقا وروى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وروى النَّسَائِيّ عَنهُ بِوَاسِطَة وَكَانَ ثِقَة مَشْهُورا وَتُوفِّي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
٣ - (الفضيل الْهَرَوِيّ)
الفضيل بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن أَبُو عَاصِم ابْن الشَّهِيد الْحَافِظ أبي الْفضل الْهَرَوِيّ الْفَقِيه وَإِلَيْهِ ينْسب الفضليون بهراة
كَانَ فِيهَا حاذقاً توفّي سنة