وَمر يَوْمًا بِبَاب الطاق فَسمع صَوت قمرية من حَانُوت خباز فَقَالَ لقائده مل بِي إِلَيْهِ فأقامه عَلَيْهِ فَقَالَ يَا خباز أتبيع هَذِه قَالَ نعم قَالَ بكم قَالَ بِعشْرَة دَرَاهِم فَفتح منديله وعد لَهُ الدَّرَاهِم ثمَّ أَخذ الْحَمَامَة فأطلقها وَأَنْشَأَ يَقُول // (من الْكَامِل) //
(ناحت مطوقة بِبَاب الطاق ... فجرت سوابق دمعي المهراق)
(حنت إِلَى أَرض الْحجاز بحرقة ... تسبي فؤاد الهائم المشتاق)
(تعس الْفِرَاق وجز حَبل وتينه ... وسقاه من سم الأساود سَاق)
(يَا ويحه مَا باله قمرية ... لم تدر مَا بَغْدَاد فِي الْآفَاق)
(كَانَت تفرخ فِي الْأَرَاك وَرُبمَا ... سكنت بِنَجْد فِي فروع السَّاق)
(فَأتى الْفِرَاق بهَا الْعرَاق فَأَصْبَحت ... بعد الْأَرَاك تنوح فِي الْأَسْوَاق)
(إِنِّي سَمِعت حنينها فابتعتها ... وعَلى الْحَمَامَة جدت بِالْإِطْلَاقِ)
(بِي مثل من بك يَا حمامة فاسألي ... من فك أسرك أَن يفك وثاقي)
وَمن شعره // (من الوافر) //
(فديوان الضّيَاع بِفَتْح ضادٍ ... وديوان الْخراج بِغَيْر جِيم)
(إِذا ولي ابْن عَبَّاس ومُوسَى ... فَمَا أَمر الإِمَام بِمُسْتَقِيم)
٢٥ - أَبُو الْخَيْر الحبشي الْخَادِم يمن بن عبد الله الْخَادِم أَبُو الْخَيْر الحبشي خَادِم المستظهر الْخَاص كَانَ جوادا مهيبا حسن التَّدْبِير ذَا رَأْي وفطنة تقلبت بِهِ الْأُمُور حَتَّى صَار سفيرا بَين الْخَلِيفَة وَالسُّلْطَان وَبعث أَمِير الْحَاج فِي سنة عشر وَخمْس مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله بأصبهان وَقد قدمهَا رَسُولا فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَخمْس مائَة وَكَانَ أَمينا ثِقَة
[الألقاب]
يمن جمال الدّين العرضي مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الْيَمَان الْجُهَنِيّ الصَّحَابِيّ بشير ابْن عقربة