النَّاصِر وَعند الْمغل لحسن تَأتيه وَمَا رَأَيْت مثله فِي النُّطْق السعيد الْمُنَاسب وَكَانَ إِذا سَافر إِلَى بِلَاد تبريز يُقيم بالأردو وَيكون مكابتات السُّلْطَان إِلَيْهِ والقماش والأصناف يُجهز من مصر إِلَيْهِ ليتصرف على مَا يرَاهُ من إهداء ذَلِك إِلَى أَعْيَان الأردو ثِقَة بمعرفته ودربته وَكَانَ لَهُ مماليك أقطعوا فِي الْحلقَة بِمصْر وَله راتب كَبِير على السُّلْطَان من اللَّحْم وَالْخبْز والكماج وَالشعِير وَالسكر والحلوى)
والشمع وَغير ذَلِك لَعَلَّ ذَلِك يُقَارب الْمِائَة وَالْخمسين درهما فِي كل يَوْم وَأَعْطَاهُ السُّلْطَان قَرْيَة أراق من بعلبك تغل فِي السّنة عشرَة آلَاف دِرْهَم وَكَانَت لَهُ فِي الدولة وجاهةٌ وَكَانَ النشو يعظمه وَلَا يكَاد يُفَارِقهُ وَلما مَاتَ السُّلْطَان تغير عَلَيْهِ قوصون وتنكر لَهُ وَأخذ مِنْهُ مبلغ يسير
وَمن أملاكه بِبِلَاد الشرق السلامية والماحوزة وزالمراوزة والمناصف ومولده سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة وَتُوفِّي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَدفن فِي تربته برّا بَاب النَّصْر بِالْقَاهِرَةِ
٣ - (الصَّالح ابْن نور الدّين)
إِسْمَاعِيل بن مَحْمُود بن زنكي الْملك الصَّالح نور الدّين ابْن الشَّهِيد الْعَادِل نور الدّين سر بِهِ أَبوهُ وَخَتنه سنة تسع وَسِتِّينَ وزينوا دمشق يَوْم عيد الْفطر وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً وَتُوفِّي وَالِده نور الدّين بعد الْخِتَان بأيام وَحلف أُمَرَاء دمشق للصالح ابْنه هَذَا وَحضر السُّلْطَان صَلَاح الدّين من مصر ليَكُون مُدبر دولة هَذَا الصَّبِي فَوَقَعت الْفِتْنَة فِي حلب بَين السّنة والرافضة وَتوجه الصَّالح إِلَى حلب وَوصل صَلَاح الدّين إِلَى دمشق وَملك حمص ونازل حلب فَجَاءَت النجدة للصالح من ابْن عَمه صَاحب الْموصل فَرد صَلَاح الدّين إِلَى حماة والتقى صَلَاح الدّين بعز الدّين مَسْعُود فانكسر مَسْعُود فَرد صَلَاح الدّين إِلَى حلب وَأَعْطَاهُ المعرة وَكفر طَابَ وبارين وَأخذ صَلَاح الدّين منبج وعزاز ثمَّ نَازل حلب فبالغوا فِي جهاده فَلَمَّا مل صَالحهمْ وَخرجت لَهُ أُخْت الصَّالح وَهِي طفلة فَأطلق لَهَا عزاز لما طلبتها مِنْهُ وَكَانَ مُدبر حلب وَالِدَة الصَّالح وشاذ بخت وموفق الدّين خَالِد ابْن القيسراني فَمَرض الصَّالح بالقولنج جمعتين وَلما اشْتَدَّ بِهِ الْأَلَم وصف لَهُ الْأَطِبَّاء قَلِيل خمر فَقَالَ لَا أفعل حَتَّى أسأَل الْفُقَهَاء فَسَأَلَهُمْ فأنتوه وَسَأَلَ الْعَلَاء الكاشاني فأفتاه أَيْضا فَلم يقبل وَقَالَ إِن كَانَ الله قد قرب أَجلي أيؤخره شرب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute