(قد قنعت وَالْحَمْد لله همتي ... وفزت وَمَا أبغي بمدحكم أجرا)
(وَمَا طلبي إِلَّا السرير وَإِنَّمَا ... سريت إِلَيْكُم أَبْتَغِي بكم النصرا)
وَمِنْه الْخَفِيف مَا ترى النَّار كَيفَ أسقمها القر فأضحت تخبو وحيناً تسعر
(وَغدا الْجَمْر والرماد عَلَيْهِ ... فِي قميصين مَذْهَب ومعنبر)
وَمِنْه الوافر
(وحمام لَهُ حر الْجَحِيم ... وَلَكِن شابه برد النسيم)
(قذفت بِهِ ثَوابًا فِي عِقَاب ... وزرت بِهِ نعيماً فِي جحيم)
٣ - (ديك الْجِنّ)
عبد السَّلَام بن رغبان بالراء والغين الْمُعْجَمَة وَبعد الْبَاء الْمُوَحدَة ألف وَنون ابْن عبد السَّلَام أَبُو مُحَمَّد الْكَلْبِيّ الشَّاعِر الْحِمصِي الْمَعْرُوف بديك الْجِنّ كَانَ من شعراء بني الْعَبَّاس وَأَصله من سلمية وَكَانَ شِيعِيًّا ظريفاً مَاجِنًا لَهُ مراث فِي الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ مولده سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ أَخذ عَنهُ أَبُو تَمام الطَّائِي وَاجْتمعَ بِأبي نواس لما توجه إِلَى مصر
وَقَالَ سعيد بن زيد الْحِمصِي دخلت على ديك الْجِنّ لأكتب شعره وَقد صبغ لحيته بالزنجار وَعَلِيهِ ثِيَاب خضر وَكَانَ جيد الْغناء بالطنبور وَقيل أَنه كَانَ أشقر أَزْرَق الْعين ويصبغ حاجبيه بالزنجار وذقنه بِالْحِنَّاءِ وَلذَلِك قيل لَهُ ديك الْجِنّ وَمن شعره الطَّوِيل
(بهَا غير معذول فداو خمارها ... وميل بحبالات الغبوق ابتكارها)
(ونل من عَظِيم الْوزر كل عَظِيمَة ... إِذا ذكرت خَافَ الحفيظان نارها)
(وقم أَنْت فاحثث كأسها غير صاغر ... وَلَا تسق إِلَّا خمرها وعقارها)
)
(فَقَامَ يكَاد الكأس يحرق كَفه ... من الشَّمْس أَو من وجنتيه استعارها)
(ظللنا بِأَيْدِينَا نتعتع روحها ... فتأخذ من أقداحنا الراح ثارها)
(موردة من كف ظَبْي كَأَنَّمَا ... تنَاولهَا من خَدّه فأدارها)