وهجاه الجماز بقوله المجتث
(ابْن المعذل من هُوَ ... وَمن أَبوهُ المعذل)
(سَأَلت وهبان عَنهُ ... فَقَالَ بيض محول)
وَكَانَ وهبان رجلا يَبِيع الحملقة فَجمع جمَاعَة من جِيرَانه وَأَصْحَابه وَجعل يغشى الْمجَالِس وَيعْتَذر وَيحلف لَهُم أَنه مَا قَالَ إِن عبد الصَّمد بيض محول ويسألهم أَن يعتذروا لَهُ عَنهُ وَكَانَ ذَلِك أَشد على عبد الصَّمد من الهجو وهجا عبد الصَّمد الجماز فَقَالَ مجزوء الرمل نسب الجماز مَقْصُور إِلَيْهِ منتهاه يتَرَاءَى نسب النَّاس فَمَا يخفى سواهُ لَيْسَ يدْرِي من أَبُو الجماز إِلَّا من يرَاهُ فاشتهرت أَبْيَات الجماز وَلم تشتهر هَذِه وَمن شعره الطَّوِيل)
(هِيَ النَّفس تجزي الود بالود أَهله ... وَإِن سمتها الهجران فالهجر دينهَا)
(إِذا مَا قرين بت مِنْهَا حياله ... فأهون مَفْقُود عَلَيْهَا قرينها)
(لبئس معار الود من لَا يربه ... ومستودع الْأَسْرَار من لَا يصونها)
٣ - (أَبُو الْقَاسِم بن بابك)
عبد الصَّمد بن مَنْصُور بن بابك أَبُو الْقَاسِم الشَّاعِر الْمَشْهُور بغداذي محسن مجيد القَوْل لَهُ ديوَان كَبِير طوف الْبِلَاد ومدح الْكِبَار وَتُوفِّي سنة عشر وَأَرْبع مائَة ومدح عضد الدولة والصاحب بن عباد وَغَيرهمَا وملكت ديوانه وَهُوَ فِي مجلدة وَاحِدَة بِخَط ضِيَاء الدّين أبي الْحسن عَليّ بن خروف النَّحْوِيّ المغربي
من شعره قَوْله الْبَسِيط
(أحببته أسرد الْعَينَيْنِ والشعره ... فِي عينه عدَّة للوصل منتظره)
(لدن الْمُقَلّد مخطوف الحشا ثملاً ... رخص الْعِظَام أَشمّ الْأنف والقصره)
(للظبي لفتته والغصن قتلته ... وَالرَّوْض مَا بثه والرمل مَا ستره)
(تكَاد عَيْني إِذا خاضت محاسنه ... إِلَيْهِ تشربه من رقة البشره)
(حَتَّى إِذا قلت قد أمللتها شرهت ... شوقاً إِلَيْهِ وَفِي عين الْمُحب شَره)
(أدنى إِلَيّ فَمَا أعطَاهُ ريقته ... طير يفِيض على أعطافه جبره)