)
(مَا ناله حَبِيبه ... وَلَا الْوَلِيد البحتري)
قَالَ وأنشدني القَاضِي نجم الدّين الْمَذْكُور قصيدة يمدح بهَا الْملك المظفر عِنْد قدومه الْيمن أَولهَا الْكَامِل
(إِن لم أرو الرّبع من أجفاني ... بعد البعاد دَمًا فَمَا أجفاني)
قلت وأنشدني من لَفظه بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة الشَّيْخ محب الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الصَّائِغ المغربي الْأمَوِي قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ بِمَكَّة قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين الطَّبَرِيّ الْكَامِل
(اشبيهة الْبَدْر التَّمام إِذا بدا ... حسنا وَلَيْسَ الْبَدْر من اشباهك)
(مأسور حبك إِن يكن متشفعا ... فإليك فِي الْحسن البديع بجاهك)
(أشفى أسى أعيى الأساة دواؤه ... وشفاه يحصل بارتشاف شفاهك)
(فصليه واغتنمي بَقَاء حَيَاته ... لَا تقطعيه جَفا بِحَق الهك)
قَالَ فنظمت قصيدة ومدحته بهَا والتزمت مَا الْتَزمهُ من الْهَاء قبل الْكَاف وَسَتَأْتِي فِي تَرْجَمَة محب الدّين الْمَذْكُور فِي المحمدين إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقَالَ تَاج الدّين الْيُمْنَى توفّي قَاضِي مَكَّة نجم الدّين الطَّبَرِيّ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَأَخْبرنِي الشَّيْخ شمس الدّين قَالَ توفّي قَاضِي مَكَّة ومفتيها وعالمها نجم الدّين أَبُو حَامِد مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مائَة ومولده سنة ثَمَان وَخمسين سمع من عَم جده يَعْقُوب ابْن ابي بكر الطَّبَرِيّ جَامع التِّرْمِذِيّ وَسمع من جده محب الدّين وَمن الفاروثي وَله إجَازَة من الْحَافِظ أبي بكر بن مسدي وَأخذ عَنهُ البرازلي وجمال الدّين الغانمي وألواني وَآخَرين وَمَا خلف بِمَكَّة مثله وَكَانَ بارعاً فِي الْفِقْه وَولي بعده الْقَضَاء ابْنه الإِمَام شهَاب الدّين أَحْمد انْتهى
٣ - (مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن)
ابْن عَبدك الأذربيجاني الصُّوفِي نزيل الْقُدس سمع من ابْن المقير وَابْن رَوَاحَة وَابْن رواج والسخاوي وَابْن قميرة وطبقتهم بِالشَّام ومصر وَالْعراق والحجاز قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَخرج لنَفسِهِ معجماً فِيهِ أَوْهَام وَأَرْبَعين بلدانية تكَرر من شيوخها حدث عَنهُ ابْن الخباز وَابْن الْعَطَّار وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي شهر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وست مائَة
٣ - (الكنجي)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر عبد الرَّحْمَن الكنجي الدِّمَشْقِي سمع كثيرا وَنسخ وَكتب الطباق وعلق أَشْيَاء جَيِّدَة واقتنى كتبا مليحة)
وأصولاً وَله عمل قَلِيل فِي هَذَا الْفَنّ وَهُوَ قَانِع متعفف لَا بَأْس بِهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى سمع من ابْن القواس وطبقته قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَسمع قبلنَا من الشَّيْخ تَاج الدّين مولده سنة خمس وَسبعين وَلَيْسَ عِنْدِي مِنْهُ وَسَمعنَا من أَبِيه توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة وَنسبه إِلَى خفَّة وَعدم رزانة