للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمَشَايِخ

وَكَانَ يمِيل إِلَى مماليكه وَيَشْتَرِي الملاح مِنْهُم وينعم عَلَيْهِم كثيرا وَلَمْ يزل عَلَى حَاله إِلَى أَن توفّي أَوَاخِر سنة تسع وَثَلَاثِينَ أَو أَوَائِل سنة أَرْبَعِينَ وَسبع مائَة فِيمَا أَظن

٣ - (بهادر التُّمُرْتَاشِيّ)

بهادر الْأَمِير سيف الدّين التُّمُرْتَاشِيّ كَانَ قد ورد إِلَى الْبِلَاد صُحْبَة تمرتاش فَرَآهُ السُّلْطَان فَأَحبهُ وَلما قتل تمرتاش أَخذه السُّلْطَان وقربه وَبَالغ فِي تَقْدِيمه فلامه الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي وَقَالَ يَا خوند كل وَاحِد من مماليك يقْعد فِي خدمتك مَا شَاءَ الله حَتَّى تقدمه لإمرة عشرَة ثمَّ تنقله لإمرة أَرْبَعِينَ وَبعد مُدَّة حَتَّى يكون أَمِير مائَة فخالفه وَأَعْطَاهُ إمرة مائَة فَارس وَقدمه على ألف وزوجه إِحْدَى بَنَاته وَصَارَ أحد الْأَرْبَعَة المقدمين الَّذين يبيتُونَ لَيْلَة بعد لَيْلَة عِنْد السُّلْطَان وهم قوصون وبشتاك وطغاي تمر وبهادر هَذَا وَسَماهُ النَّاس بهادر الناصري وَلم يزل عِنْده إِلَى أَن تمرّض وطالت بِهِ علته وابتلي برمد مزمن وقرحة ولازمه)

إِنْسَان مغربي غَرِيب من الْبِلَاد وعالجه بأَشْيَاء لم يُوَافقهُ الْأَطِبَّاء عَلَيْهَا فَلَزِمَ بَيته وَامْتنع من الطُّلُوع إِلَى القلعة إِلَّا فِي الأحيان وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن تولى السُّلْطَان الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل فاستحوذ على الْأَمر لكَونه زوج أُخْته وَسكن فِي الأشرفية دَار قوصون وَصَارَ الْأَمر والمنتهى لَهُ وَأخرج الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا المارداني إِلَى نِيَابَة حماة وَلما نقل الْأَمِير سيف الدّين طقز تمر من نِيَابَة حلب إِلَى نِيَابَة دمشق نقل الْأَمِير عَلَاء الدّين الطنبغا إِلَى نِيَابَة حلب وَأخرج الْأَمِير سيف الدّين يلبغا اليحيوي إِلَى نِيَابَة حماة وَلم يزل على حَاله فِي نَفاذ الْكَلِمَة وتدبير الْملك إِلَى أَن جَاءَ الْخَبَر بِدِمَشْق بوفاته فِي أَوَائِل شَوَّال سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسبع مائَة

ابْن الكركري بهادر الْأَمِير سيف الدّين ابْن الكركري عهدي بِهِ وَهُوَ مشد الدَّوَاوِين بحمص فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين تنكز ثمَّ نقل إِلَى شدّ الدَّوَاوِين بصفد وَولَايَة الْوُلَاة بهَا بطبلخاناه فَوَقع بَينه وَبَين الْأَمِير سيف الدّين طشتمر حمص أَخْضَر لما كَانَ نَائِب صفد وقاسى مِنْهُ غبوناً كَثِيرَة وَلم يقدر على أَن يَنَالهُ بمكروه لأجل الْأَمِير سيف الدّين تنكز فَلَمَّا قبض على تنكز وَمن كَانَ لَهُ بِهِ أدنى علاقَة وَتقدم الْأَمِير سيف الدّين طشتمر عِنْد السُّلْطَان بإمساك تنكز لم يُعْط النَّاس بهادر بن الكركري حَيَاة فَمَا كَانَ إِلَّا أَن سَخَّرَهُ الله لَهُ وَطَلَبه من السُّلْطَان وَأَخذه مَعَه إِلَى حلب مشد الدَّوَاوِين بهَا لِأَنَّهُ كَانَ يتَحَقَّق مِنْهُ الْعِفَّة وَالْأَمَانَة وَلم يزل بحلب إِلَى أَن هرب طشتمر على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته فَمَا وفى لَهُ الْأَمِير سيف الدّين بهادر وَمَال عَلَيْهِ فَلَمَّا عَاد طشتمر من الْبِلَاد الرومية اعتقله بحلب وَتوجه إِلَى مصر وَقتل طشتمر بالكرك على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته ثمَّ خلص ابْن الكركري من الاعتقال وَبَقِي بطالاً فحضرا إِلَى دمشق فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر ورتب لَهُ راتب على الدِّيوَان ثمَّ إِنَّه رتب فِي شدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق وَهُوَ بطال من الإمرة فَأَقَامَ قَلِيلا ثمَّ جهز إِلَى حمص مشداً ثمَّ إِلَى صفد ثمَّ إِلَى حمص ثمَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>