الْجَلِيل القَاضِي شمس الدّين أَبُو مُحَمَّد الْأَبْهَرِيّ نزيل دمشق شيخ فَقِيه جليل عَالم فَاضل وافر الدّيانَة عالي الرِّوَايَة كثير الْوَرع
سمع بالموصل من أبي الْحسن ابْن روزبه وبدمشق من ابْن الزبيدِيّ وَابْن اللتي وَابْن ماسويه وَإِبْرَاهِيم الخشوعي وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْفَتْح المندائي وَأَبُو أَحْمد ابْن سكينَة وَعين الشَّمْس الثقفية والمؤيد ابْن الْإِخْوَة وزاهر بن أَحْمد الثَّقَفِيّ وروى الْكثير أَخذ عَنهُ الْمزي والبرزالي وَخلق وأدركه فتح الدّين ابْن سيد النَّاس وَأكْثر عَنهُ وَولي نِيَابَة الْقَضَاء لِابْنِ الصَّائِغ مُدَّة
وَولد سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس ماية بأبهر وَمَات فِي شَوَّال سنة تسعين وست ماية بالخانقاه الأَسدِية
قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَلنَا مِنْهُ إجَازَة
٣ - (أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ المغربي)
عبد الْوَدُود بن عبد الْملك بن عِيسَى أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ من أهل قرطبة كَانَ أديباً فَاضلا شَاعِرًا قدم بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة وَقُرِئَ عَلَيْهِ الْأَدَب ذكره السلَفِي فِي مُعْجم شُيُوخه وَقَالَ إِن لَهُ قصيدة سائرة يهجو فِيهَا بعض الرؤساء أَولهَا
(تسل فللأيام بشر وتعبيس ... وأيقن فَلَا النعمى تدوم وَلَا البوس)
وَكَانَ يعشق صَبيا وضيء الْوَجْه بحلب فَكَانَ ذَلِك الصَّبِي إِذا غاضبه مضى إِلَى رجل آخر يَخْدمه مِثْلَمَا يخْدم عبد الْوَدُود ويعاشره فَإِذا رأى عبد الْوَدُود ذَلِك لَا يملك صبره وَيسْعَى بِكُل)
طَرِيق فِي رِضَاهُ فَغَضب مرّة وَذهب إِلَى ذَلِك الرجل وَكَانَ عطاراً فَمر عبد الْوَدُود بسوق الْعطر فَوجدَ الصَّبِي جَالِسا على دكان الْعَطَّار فَمَا ملك نَفسه أَن خر مغشياً عَلَيْهِ وَوَقع فِي وسط الطَّرِيق وَسَقَطت عمَامَته عَن رَأسه فبادر الصَّبِي وَرَفعه من الطين إِلَى دكان حَتَّى أَفَاق فَفتح عَيْنَيْهِ وَرَأى مَا حل بِهِ فَقَامَ وَأنْشد
(لست أرْضى لَك يَا قل ... ب بِأَن ترْضى بذلي)
(هَذِه إِن شِئْت أَن ... تسلو طَرِيق للتسلي)
ثمَّ هجره بعد ذَلِك وَسَلاهُ وَلم يعد إِلَيْهِ بعْدهَا