للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - (شرف الدّين التيفاشي)

أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد هُوَ الشَّيْخ شرف الدّين التيفاشي بِالتَّاءِ ثَالِثَة الْحُرُوف وَبعدهَا يَاء آخر الْحُرُوف وَفَاء وَبعدهَا ألف وشين مُعْجمَة قبل يَاء النِّسْبَة الْقَيْسِي لَهُ كتاب كَبِير إِلَى الْغَايَة وَهُوَ فِي أَربع وَعشْرين مجلدة جمعه فِي علم الْأَدَب وسمّاه فصل الْخطاب فِي مدارك الْحَواس الْخمس لأولي الْأَلْبَاب ورتبّه وَجمع فِيهِ من كل شَيْء وتعب عَلَيْهِ إِلَى الْغَايَة وَلم أَقف عَلَيْهِ لَكِن رَأَيْت الَّذِي اخْتَصَرَهُ مِنْهُ الْفَاضِل جلال الدّين مُحَمَّد بن المكرّم وَسَماهُ سرُور النَّفس بمدارك الْحَواس الْخمس وَهُوَ كتاب جيد وَجمع جيد يدلّ على فضل جَامعه قَالَ ابْن سعيد فِي الْمشرق فِي أَخْبَار أهل الْمشرق هُوَ مقرّ بأنّه اسْتَعَانَ فِي هَذَا الْكتاب الْمَذْكُور بالخزائن الصاحبية

قلت هُوَ الصاحب محيي الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد بن ندى الْجَزرِي لأنّه عِنْد وُرُوده من الغرب وَمَا اتّفق عَلَيْهِ فِي الْبَحْر من سلب مَاله وَكتبه أَتَى إِلَى الصاحب فآواه وَأقَام عِنْده مُدَّة

وللتيفاشي مُجَلد جيد فِي معرفَة الْجَوَاهِر وَتُوفِّي شرف الدّين التيفاشي بِالْقَاهِرَةِ سنة إِحْدَى وَخمسين وسِتمِائَة

وَمن شعره

(ويومٍ سرقناه من الدَّهْر خلسةً ... بل الدَّهْر أهداه لنا متفضّلا)

(أشبّهه بَين الظلامين غرّةً ... لحسناء لاحت بَين فرعين أرسلا)

وَمِنْه)

(نبّه نديمك إنّ الدّيك قد صخبا ... وَاللَّيْل قوّض من تخييمه الطّنبا)

(وَالْفَجْر فِي كبد اللَّيْل السقيم حكى ... سرّ المتيم عَن إخفائه غلبا)

(كَأَنَّهُ بظلام اللَّيْل ممتزجاً ... سمراء تفتر أبدت مبسماً شنبا)

(كَأَنَّمَا الْفجْر زند قَادِح شرراً ... فِي فَحْمَة اللَّيْل لَاقَى الفحم والتهبا)

(كَأَن أول فجرٍ فَارس حملت ... راياته الْبيض فِي إِثْر الدجى فكبا)

(كَأَن ثَانِي فجرٍ غرّة وضحت ... تسيل فِي وَجه طرفٍ أدهمٍ وثبا)

وَمِنْه فِي الزلزلة

(أما ترى الأَرْض فِي زِلْزَالهَا عجبا ... تَدْعُو إِلَى طَاعَة الرَّحْمَن كلّ تَقِيّ)

(أضحت كوالدةٍ خرقاء مرضعةٍ ... أَوْلَادهَا درّ ثديٍ حافلٍ غدق)

(قد مهّدتهم مهاداً غير مضطربٍ ... وأفرشتهم فراشا غير مَا قلق)

<<  <  ج: ص:  >  >>