(إِن السَّلامَة من ليلِي وجارتها ... أَن لَا تمر على حَال بناديها)
وَكَثِيرًا مَا يتَمَثَّل بقول صردر // (من الْكَامِل المرفل) //
(وعهودهم بالرمل قد نقضت ... وكذاك مَا يبْنى على الرمل)
وَكَانَ القَاضِي بهاء الدّين قد سلك طَرِيق البغاددة فِي ترتيبهم وأوضاعهم حَتَّى إِنَّه كَانَ يلبس ملبوسهم وزيهم وَكَانَ الرؤساء الَّذين يَتَرَدَّدُونَ إِلَى بَابه ينزلون عَن دوابهم على قدر أوضاعهم كل مِنْهُم لَهُ مَكَان لَا يتعداه
وَكَانَ قبل مَوته قد تجهز إِلَى مصر لإحضار ابْنة الْملك الْكَامِل ابْن الْملك الْعَادِل لأجل الْملك الْعَزِيز صَاحب حلب فسافر فِي أول سنة تسع وَعشْرين وأواخر سنة ثَمَان وَعشْرين وست مائَة وَعَاد وَجَاء فِي شهر رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وَلما وصل كَانَ قد اسْتَقل الْملك الْعَزِيز بِنَفسِهِ وَرفعُوا عَنهُ الْحجر وَنزل الأتابك طغرل من القلعة إِلَى دَاره تَحت القلعة وَاسْتولى على الْملك الْعَزِيز شباب كَانُوا يعاشرونه ويجالسونه فاشتغل الْعَزِيز بهم وَلم ير القَاضِي مِنْهُ وَجها يرتضيه فلازم دَاره إِلَى أَن توفّي وَهُوَ بَاقٍ على الحكم والإقطاع غَايَة مَا فِي الْبَاب أَنه لم يكن لَهُ حكم فِي الدولة وَلَا كَانُوا يراجعونه فَصَارَ يفتح بَابه لإسماع الحَدِيث كل يَوْم بَين الصَّلَاتَيْنِ وخرف آخر الْحَال بِحَيْثُ إِنَّه إِذا جَاءَهُ إِنْسَان لَا يعرفهُ وَإِذا قَامَ من عِنْده يسْأَل عَنهُ وَاسْتمرّ على ذَلِك مديدة وَمرض أَيَّامًا قَلَائِل وَمَات رَحمَه الله تَعَالَى
٨٢ - الْقطَّان يُوسُف بن سعيد بن مُسَافر بن جميل بن أبي طَاهِر بن أبي عبد الله الْقطَّان أَبُو مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ كَانَ من الْمَشْهُورين بِطَلَب الحَدِيث وَقِرَاءَة الْقُرْآن وَالْخَيْر وَالصَّلَاح من صغره إِلَى أَن توفّي سنة إِحْدَى وست مائَة شذا طرفا من الْفِقْه على مَذْهَب الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل وَقَرَأَ الْقرَاءَات بالروايات على الْمَشَايِخ وَسمع الْكثير وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على الْمَشَايِخ وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَلم يزل يسمع وَيكْتب إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى وَحج